بأمره، ثم كان من قدرته أن جعلنا ملوكًا، واصطفى من خير خلقه رسولًا.. فأنزل عليه كتابه وائتمنه على خلقه فكان خيرة الله من العالمين، ثم دعا الناس إلى الإيمان به فآمن برسول الله المهاجرون من قومه، ثم آمنا نحن الأنصار، أنصار الله ووزراء رسوله، نقاتل الناس حتى يؤمنوا بالله، فمن آمن بالله ورسوله منع ماله ودمه، ومن كفر جاهدناه في الله أبدًا، وكان قتله علينا يسيرًا ... أقول هذا وأستغفر الله لي وللمؤمنين والمؤمنات..
فقام الزبرقان بن بدر وأنشد بين يدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين قصيدة قال في أولها:
نحن الكرام فلا حي يعادلنا ... منا الملوك وفينا تنصب البيع
فمن يفاخرنا في ذاك نعرفه ... فيرجع القوم والأخبار تستمع
إنا أبينا ولم يأب لنا أحد ... إنا كذلك عند الفخر نرتفع
ولما انتهى الزبرقان من قصيدته وفيها يرفع قومه إلى درجة الملوك، ويبين أنه لم يرتفع إلى مكانتهم أحد. قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحسان بن ثابت:"قم يا حسان فأجب الرجل"، فقام حسان فقال:
إن الذوائب من فهر وإخوتهم ... قد بينوا سنة للناس تتبع
يرضى بها كل من كانت سريرته ... تقوى الإله وكل الخير يصطنع
قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم ... أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا
إن كان في الناس سباقون بعدهم ... فكل سبق لأدنى سبقهم تبع
أعفة ذكرت في الوحي عفتهم ... لا يطمعون ولا يرديهم طمع