للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أكرم بقوم رسول الله شيعتهم ... إذا تفاوتت الأهواء والشيع١

وقد أسلم هؤلاء القوم وحسن إسلامهم، وأقاموا مدة يتعلمون فيها القرآن ويتفقهون في الدين.

ومن هذه الوفود رسول بني سعد بن بكر، ويقال له: ضمام بن ثعلبة، وموقف هذا الرجل يدل على أنه جاء إلى الرسول -صلى الله عليه وسلم- مطمئن القلب بالإيمان، وأن غرضه من هذه الوفادة هو زيادة اليقين والاطمئنان، وأنه كان مسموع الكلمة لدى قومه، ولذا لبوا رغبته واستجابوا له حينما دعاهم إلى الإسلام بعد رجوعه من مقابلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

قال ابن إسحاق٢:

بعث بنو سعد بن بكر إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلًا منهم يقال له ضمام بن ثعلبة، فقدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأناخ بعيره على باب المسجد ثم عقله، ثم دخل المسجد ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- جالس في أصحابه، وكان ضمام رجلًا جلدًا أشعر ذا غديرتين، فأقبل حتى وقف على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أيكم ابن عبد المطب؟ فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "أنا ابن عبد المطلب". قال: أمحمد؟ قال: "نعم".


١ انظر الخبر في "سيرة ابن هشام" ٤/ ١٧٨، و"البداية" ٥/ ٤٢، و"الكامل" ٢/ ١٩٥ و"دلائل النبوة" للبيهقي ٥/ ٣١٣، وتمام هذه القصيدة لحسان -رضي الله عنه.
٢ "سيرة ابن هشام" ٤/ ١٨٤، و"طبقات ابن سعد" ١/ ٢٩٩، و"عيون الأثر" ٢/ ٢٩٧، و"البداية" ٥/ ٦٠، والبيهقي في "دلائل النبوة" ٥/ ٣٧٤.
والحديث أخرجه ابن إسحاق والباقون عنه، وكذلك رواه عنه أحمد وأبو داود من طريقه كما في "البداية". وكذلك أخرجه الواقدي من وجه ابن اسحاق. كلهم من طريق كريب عن ابن عباس.
وللحديث شاهد في الصحيحين وغيرهما من حديث أنس بن مالك، كما في "البداية" أيضًا. وانظر "صحيح البخاري" ١/ ٣٢، و"صحيح مسلم" ١/ ١٦٦ وغيرهما.

<<  <   >  >>