للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار المصطلقية: فقد كانت من سبايا بني المططلق وكان أبوها سيد قومه.

وقد وقعت في سهم ثابت بن قيس بن شماس، فكاتبها على مبلغ من المال ثمنًا لحريتها، فألجأتها الضرورة إلى أن تسأل أهل المروءة واليسار لجمع هذا المال، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ممن لجأت إليهم في ذلك، فنظر إليها الرسول -صلى الله عليه وسلم- نظرة عطف وحنان، وأحس نحوها بشفقة بالغة وقال لها: "هل لك في خير من ذلك؟ قالت: وما هو يا رسول الله؟ قال: أقضي عنك كتابتك وأتزوجك" ١.

فقبلت هذا العرض الكريم الذي يعلي قدرها ويرد كرامتها.

وتزوجها الرسول -صلى الله عليه وسلم- فكان زواجها خيرًا وبركة على سائر قومها. وذلك أن أصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد أن علموا بهذا الزواج تسابقوا في إطلاق سراح السبايا والأسرى من بني المصطلق وقالوا: أصهار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين أيدينا حتى لقد أعتقوا أهل مائة بيت من قومها. فأسلم بنو المصطلق جميعًا، وعرف الناس جمعيا مدى الأثر الحميد الذي ترتب على هذا الزواج٢.

وأما زينب بنت جحش: فهي بنت عمة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وحفيدة جده عبد المطلب، وقد تزوجت أول الأمر من زيد بن حارثة وهو الابن المتبنى للرسول -صلى الله عليه وسلم- فلما قضى زيد منها وطرًا زوجها الله لرسوله صلوات الله وسلامه عليه.

وكانت زينب غير موافقة على زواجها من زيد بن حارثة، ولكن كانت رغبة.


١ طبقات ابن سعد ٨/ ١١٧، والمصنف لعبد الرزاق ١٣١٨، ومجمع الزوائد ٩/ ٢٥٠، والمطالب العالية ١٥٢٦ وابن هشام في السيرة ٢/ ٢٩٤ وأحمد في المسند ٦/ ٢٧٧ والطبراني في الكبير ٢٤/ ١٥٩، والحاكم في المستدرك ٤/ ٢٥ وغير ذلك.
٢ انظر غزوة بني المصطلق.

<<  <   >  >>