للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لخاطر صاحبه الكريم عمر، وغسلاً لما لحقه من إهانة بسبب ابنته. ذلك بأنها متزوجة من ابن حذافة وكان قد شهد بدرًا وأصيب فيها. وقد مات بعد هذه الغزوة، فلما انقضت عدتها عرضها عمر على أبي بكر فسكت. وفي عرض عمر لابنته وهو العربي الأبي على أبي بكر دليل الثقة المطلقة. وفي سكوت أبي بكر طعنة اشتد وقعها على عمر، فشكا ذلك للرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد أن عرض عمر على عثمان أن يتزوجها بعد موت زوجته رقية بنت الرسول -صلى الله عليه وسلم- فاعتذر عثمان. وكان اعتذاره بعد موقف أبي بكر طعنة ثانية اشتد وقعها على عمر.

فشكا ذلك للرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم: يتزوج حفصة من هو خير من عثمان.

ثم تزوجها الرسول -صلى الله عليه وسلم- في السنة الثالثة من الهجرة، فأكرم بهذا الزواج صاحبه عمر، كما أكرم أبا بكر قبله بزواج عائشة١.

وأما زينب بنت خزيمة بن الحارث الهلالية: فقد تزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على رأس واحد وثلاثين شهرًا من الهجرة، وكانت تُسمى في الجاهلية أم المساكين لبرها بهم وإطعامها لهم. ولما كان زوجها ممن استشهدوا في يوم بدر ولم يكن لها من بعده من يعولها، فقد تزوجها الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليضرب المثل لأصحابه في التضحية، كي يقتدوا به في الزواج من أمثالها ممن فقدن أزواجهن في سبيل الله، وقد كانت كبيرة السن ولم تمكث مع الرسول -صلى الله عليه وسلم- سوى ثمانية أشهر ثم لحقت بربها٢.


١ انظر صحيح البخاري ٣/ ٢١١، وطبقات ابن سعد ٨/ ٨٦، ومستدرك الحاكم ٤/ ١٤، وغير ذلك.
٢ انظر طبقات ابن سعد ٨/ ١١٥، ومستدرك الحاكم ٤/ ٣٣، والاستيعاب ١٨٥٣، والإصابة ٢/ ٢٨٠، وغير ذلك.

<<  <   >  >>