للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يستطيع أن يتزوج بتسعين امرأة لا بتسع نساء.

ولا بد لنا الآن أن نذكر كلمة موجزة عن الأسباب التي دفعت الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى الزواج بسائر زوجاته:

فأما السيدة خديجة بنت خويلد، وهي أولى زوجاته، فقد تعرضنا للحديث عن زواج الرسول -صلى الله عليه وسلم- منها في الفصل الثاني من هذا الكتاب.

وأما السيدة سودة بنت زمعة فقد كانت زوجة لرجل يقال له السكران بن عمرو، وقد أسلمت مع زوجها وهاجرا معًا إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية، فلما مات زوجها وعادت إلى مكة كان أهلها لا يزالون على الشرك، وخشي الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يفتنوها عن دينها، فآثر الزواج بها؛ حمايةً لها من الفتنة وخوفًا عليها مما يمكن أن يلحقها من الأذى والعذاب١.

وأما السيدة عائشة بنت أبي بكر فهي بنت الصاحب الأمين والصديق الصادق للرسول -صلى الله عليه وسلم. وقد كان زواج الرسول -صلى الله عليه وسلم- لها، أعظم أمنية يتمناها أبو بكر -رضي الله عنه- وتسعد بها نفسه، وكان من أعز أماني الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يستجيب للرغبة التي تمتلئ بها نفس صاحبه الوفي المخلص٢.

ولقد زاد هذا الزواج في توثيق الرابطة القوية التي كانت بين الرسول -صلى الله عليه وسلم- وصاحبه، وكانت عائشة -رضي الله عنها- بما وهبها الله من ذكاء وفطنة وعقل راجح وجمال في الخُلق والخَلق، من أقوى الأسباب في تدعيم هذه الصحبة والأخوة النادرة المثال.

وأما السيدة حفصة بنت عمر بن الخطاب: فقد كان زواج الرسول -صلى الله عليه وسلم- لها جبرًا


١ انظر المصادر التي تقدمت في فصل الهجرة إلى الحبشة.
٢ انظر طبقات ابن سعد ٨/ ٥٨، ومستدرك الحاكم ٤/ ٣ وما بعدها.

<<  <   >  >>