أولها: انه لم يحدد هذه الكتب. إلا أن يكون أراد الكتب التي كان نبه عليها أنه اعتمدها أول كتابه. فإن كان أراد ذلك فإنه لم يوفق فيما قال، ويكون خالف بذلك كل قواعد المصطلح وسائر العلماء، بل يكون قد خالف نفسه لما ذكر أن فيها بعض ما يحتاج إلى نقد. ثانيها: أنه لا يوجد كتب أصيلة ودخيلة، فكل الكتب فيها الصحيح والضعيف -أعني الكتب المختصة بالسيرة- وإنما ثمة بعض الكتب أصح من بعض، أو يكون مؤلفها بين الضعف في بعض ما يورده، فيكون كتابه أفضل. ثالثها: أنه يوجد كثير من الكتب ليست بقوة الكتب المشهورة في هذا الفن، ومع ذلك فإن الباحث يجد فيها بعض ما لا يجده في غيرها، وربما كان صحيحًا. رابعها: أن كل كتاب من كتب السيرة، يُؤخذ منه ويرد، بحسب قوة ما أسند وضعفه، وليست في ذلك قاعدة مطردة.