للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقد ذكروا أن تأييد الله للرسول -صلى الله عليه وسلم- بالجنود يقصد به ما وقع في يوم بدر ويوم حنين. وقد خالفنا ذلك الرأي وقلنا إن هذه النعم التي ذكرها الله من إنزال السكينة والتأييد بالجنود مرتبطة بالظروف المذكورة في الآية نفسها وهي قوله تعالى: {إِذْ أَخْرَجَهُ} وقوله: {إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ} {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} إلى آخر ما ذكرناه في ثنايا الكتاب، وفي مختلف الموضوعات من آراء سبقنا إلى بعضها وسبقنا إلى البعض الآخر.

وفيما يتعلق بالمعجزات التي تثبت للنبي الكريم، نحب أن نقول إننا نؤمن كل الإيمان بهذه المعجزات التي روتها كتب الحديث الصحيحة وكتب السيرة الأصيلة١.

وأما ما يقوله بعض العلماء من أن معجزة الرسول -صلى الله عليه وسلم- القاهرة هي في القرآن الكريم وحده كالإمام الشيخ محمد عبده والإمام الشيخ محمد مصطفى المراغي وغيرهما ممن يرون هذا الرأي فهم يقصدون به أن القرآن وحده هو المعجزة


١ قول المؤلف في كتب السيرة الأصيلة وأنه يؤمن كل الإيمان بما جاء فيها من المعجزات عليه اعتراضات من وجوه:
أولها: انه لم يحدد هذه الكتب. إلا أن يكون أراد الكتب التي كان نبه عليها أنه اعتمدها أول كتابه.
فإن كان أراد ذلك فإنه لم يوفق فيما قال، ويكون خالف بذلك كل قواعد المصطلح وسائر العلماء، بل يكون قد خالف نفسه لما ذكر أن فيها بعض ما يحتاج إلى نقد.
ثانيها: أنه لا يوجد كتب أصيلة ودخيلة، فكل الكتب فيها الصحيح والضعيف -أعني الكتب المختصة بالسيرة- وإنما ثمة بعض الكتب أصح من بعض، أو يكون مؤلفها بين الضعف في بعض ما يورده، فيكون كتابه أفضل.
ثالثها: أنه يوجد كثير من الكتب ليست بقوة الكتب المشهورة في هذا الفن، ومع ذلك فإن الباحث يجد فيها بعض ما لا يجده في غيرها، وربما كان صحيحًا.
رابعها: أن كل كتاب من كتب السيرة، يُؤخذ منه ويرد، بحسب قوة ما أسند وضعفه، وليست في ذلك قاعدة مطردة.

<<  <   >  >>