للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العقلية الثابتة التي لا تزال تتحدى العصور والأجيال إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهم جميعًا بطبيعة الحال وفي واقع الأمر لا ينكرون المعجزات الأخرى الثابتة في كتب الحديث الصحيحة لأنهم يؤمنون بالصحيح من الحديث ويؤمنون كذلك بالصحيح من التاريخ.

وقد ذكر القرآن الكريم أمثلة من المعجزات التي وقعت لبعض الأنبياء، كالنار التي صارت بردًا وسلامًا على إبراهيم، وتسخير الرياح لسليمان تجري بأمره وتسخير الجن لتعمل بين يديه، وكعصا موسى التي أبطلت سحر السحرة، ورد الله بها كيد الطغاة الماكرين.

وما ذكره الله عن عيسى -عليه السلام- حينما قال لقومه: {قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين} ١.

كما ذكر القرآن بعض المعجزات الأخرى التي كرَّم الله بها نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم- بمعجزة القرآن الخالدة قد كرمه -كذلك- بكثير من المعجزات التي تؤيده وتعضده، وهي معجزات صح سندها وثبتت روايتها أو على الأقل رجحت روايتها، وإنكارها٢ ضعف في الدين وهدم للتاريخ من أساسه.

وخير ما نختم به هذا الكتاب هو قول الرسول صلى الله عليه وسلم عن العلم والعلماء:

"من سلك طريقًا يبتغي فيه علمًا، سهَّل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وإن العالم ليستغفر له من في السموات ومن في الأرض حتى الحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد


١ سورة آل عمران، الآية ٤٩.
٢ لتلك التي صحت روايتها أو قويت.

<<  <   >  >>