والآن أجد مصنفي هذه الأدلة يختارون قول من قال: إنه إسحاق، انتهى. والحديث هذا أورده ابن كثير في تفسيره ٤/ ١٨ من سورة "الصافات"، وعزاه لابن جرير من طريق إسماعيل بن عبيد، عن عمر بن عبد الرحيم الخطابي عن عبد الله بن محمد العتبي، عن أبيه، عن عبد الله بن سعيد، عن الصنابحي.. فذكره فاختلف السند عنده في ثلاثة أشياء -وقال ابن كثير: هذا حديث غريب جدًّا. ورواه الأموي في مغازيه، حدثنا بعض أصحابنا، أخبرنا إسماعيل بن عبيد، حدثنا عمرو بن عبد الرحمن، حدثنا عبيد الله بن محمد العتبي، حدثنا عبد الله بن سعيد حدثنا الصنابحي ... فذكره، فخالف في السند من وجهين. وفي تاريخ ابن عساكر ٦/ ٢٠٥ في ترجمة إبراهيم عليه السلام: وقد ذهب جماعة إلى أن الذبيح إسماعيل، وسياق القرآن يدل عليه، ويدل عليه قوله -صلى الله عليه وسلم-: "أنا ابن الذبيحين" -ولم يسنده- واستدل بهذا الحديث صاحب "المواهب اللدنية" ١/ ١١٠، مع أنه لم يصححه. وقد ذكر القرطبي في تفسيره ١٥/ ١١٣ من سورة "الصافات" حديث معاوية المتقدم وقال: لا حجة فيه، لأن سنده لا يثبت، على ما ذكرناه في كتاب "الأعلام في معرفة مولد المصطفى عليه الصلاة والسلام" ولأن العرب تجعل العم أبا. والحاصل أن الحديث هذا لا يثبت، لكن ظاهر القرآن يدل على أن الذبيح إسماعيل كما سيأتي، وانظر الخلاف في "تاريخ الطبري" ١/ ٢٥٠ وما بعدها، "زاد المعاد" ١/ ١٢١ وما بعدها، "حواشي الضعفاء الكبير" للعقيلي ٣/ ٩٤ وما بعدها، "فتح الباري" ١٢/ ٣٧٨، "تفسير ابن كثير" ٤/ ١٨، "تفسير القرطبي" ١٥/ ١١١ وما بعدها، وغير ذلك.