للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقولون: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} ١.

وبعضهم كان يعبدها على أنها هي الآلهة التي تضر وتنفع وتعطي وتمنع، وهؤلاء هم عامتهم وضعفاء العقول منهم، وهم الذين أخبر الله عنهم أنهم عجبوا من محمد -صلى الله عليه وسلم- لأنه جعل الآلهة إلهًا واحدًا.. وذلك في قوله حكاية عنهم: {أَجَعَلَ الآلِهَةَ إِلَهاً وَاحِداً إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ} ٢.

وكان هناك قوم في اليمن يعبدون الشمس، وهم الذين ذكر الله قصتهم في القرآن الكريم مع سليمان -عليه السلام- في قوله تعالى حكاية عن الهدهد: {فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ، إِنِّي وَجَدتُّ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ، وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لا يَهْتَدُونَ} ٣.

كما كان هناك طائفة من العرب يعبدون النار وهم المجوس، وقد انتقلت إليهم هذه الديانة من الفرس الذين كانوا يجاورونهم، وكذلك كانت توجد اليهودية في يثرب وخيبر، والمسيحية في الحيرة وغسان.

وهكذا كانت توجد في شبه الجزيرة العربية أديان مختلفة إلا أن الوثنية كانت


١ سورة الزمر، الآية ٣.
٢ سورة ص، الآية ٥.
٣ سورة النمل، الآيات ٢٢ -٢٣-٢٤.
ولكن لا يمكن التأكيد بكون هذه الطائفة بقيت لزمن النبي -صلى الله عليه وسلم- من خلال هذه الحادثة، لأن ملكتهم بلقيس قد أسلمت مع سليمان لله رب العالمين. نعم، يمكن فهم ذلك من الأحاديث الكثيرة التي جاء فيها النهي عن الصلاة عند شروق الشمس واستوائها في وسط السماء وغروبها، فإن كثيرًا من العلماء قالوا: لأن هذه الأوقات هي أوقات صلاة عباد الشمس.

<<  <   >  >>