للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تطغى على معظم كتاباتهم. ومن أبرز هؤلاء الذين كتبوا عن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وليم موير وكايتاني.

وهناك طائفة تميزت بالاعتدال والإنصاف وعدم التعصب ومنهم تور أندريه في كتابه محمد الرجل وإيمانه، ومونتجمري وات في كتاب محمد في مكة. ولكن مهما كان الأمر؛ فإننا يجب أن ننظر في كتاباتهم بحيطة وحذر.

ومن المعروف أيضًا أن كتب السيرة -كغيرها من سائر الكتب الإسلامية - قد دست إليها في عصور التدوين الأولى بعض المفتريات، وكان أساسها هؤلاء الذين أسلموا ظاهرًا ولما يدخل الإيمان في قلوبهم، أو دخلوا في الإسلام ولم تكتمل معرفتهم بكل مبادئه وآدابه.

ومن الحق علينا أن نصفيها مما علق بها من الشوائب والرواسب، أو نطرحها جانبًا إن كانت خبيثة الجوهر فاسدة العنصر، مهما كانت خادعة المظهر، ومهما لبست من ثياب براقة زاهية.

على أن ذلك كله في نطاق محدود١ ويجب أن يكون بعيدًا عن المعجزات الثابتة للرسول -صلى الله عليه وسلم- فإن هذه المعجزات كشق الصدر وانشقاق القمر، إلى غير ذلك من سائر المعجزات التي صحت نسبتها ورجحت روايتها لا ينبغي أن تناقش في ضوء المنطق وعلى أساس من الأسباب والمسببات وإلا لما كانت معجزات.

أما المعجزات التي لم تصح نسبتها ولم ترجح روايتها فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غنى عنها، ولا ينبغي أن نتمسك بها.

وسبيلنا في هذا الكتاب أن نتبع حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ثم نقف عند الأحداث


١ مقيد بالقواعد الشرعية.

<<  <   >  >>