وخرج القلعي معناه وقال بعد قوله فأبلغيه عمر: ولم يكن عنده دينار ولا درهم, ما كان إلا خادم ولقحة ومحلب, فلما رجعوا من جنازته أمرت به عائشة إلى عمر فقال عمر: يرحم الله أبا بكر, لقد أتعب من بعده.
"شرح" الناضح: البعير يستقى عليه والأنثى: ناضحة وسانية, جريش الطعام: غليظه وجرشت الشيء: إذا لم ينعم دقه وملح جريش: لم يطيب, البكر بالفتح: الفتى من الإبل والأنثى: بكرة وبالكسر: المرأة التي ولدت بطنًا واحدًا وبكرها: ولدها الذكر والأنثى فيه سواء, وكذلك هي في الإبل, القطيفة: دثار مخمل والجمع: قطائف, وجرد القطيفة من إضافة الشيء إلى صفته والمراد أن القطيفة انجرد وبرها لكثرة الاستعمال, ولعله بالتحريك من قولهم: رجل أجرد بين الجرد: لا شعر عليه والجرد بالتحريك: فضاء لا نبات فيه, يتأثم أي: يتجنب الإثم وكذلك يتحرج ويتحنث, العباءة القطوانية منسوبة إلى قطوان موضع بالكوفة, والحلاب والمحلب بالكسر: الإناء يحلب فيه, والمهل هنا: القيح والصديد, وفي قوله تعالى:{يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ} قيل: هو النحاس المذاب وقيل: دردي الزيت.
ذكر تنزيهه عن شرب الخمر في الجاهلية والإسلام, وعن قول الشعر في الإسلام:
عن أبي العالية الرياحي قال: قيل لأبي بكر في مجمع من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم: هل شربت الخمر في الجاهلية؟ قال: أعوذ بالله, فقيل: ولم؟ قال: كنت أصون عرضي وأحفظ مالي, فمن شرب الخمر كان مضيعًا في عرضه ومروءته, فبلغ ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:"صدق أبو بكر" مرتين, خرجه الرازي.
عن عائشة: أن أبا بكر لم يقل شعرًا في الإسلام حتى مات, وأنه كان قد حرم الخمر في الجاهلية.