الفصل السابع: في شهادة النبي -صلى الله عليه وسلم- له بالجنة
سبق في نظيره من مناقب أبي بكر حديثه, وحديث سعيد بن زيد في الشهادة للعشرة.
وعن أنس -رضي الله عنه- قال: بينما عائشة في بيتها إذ سمعت رجة في المدينة فقالت: ما هذا? قالوا: عير لعبد الرحمن بن عوف من الشام تحمل من كل شيء وكانت سبعمائة بعير، فارتجت المدينة من الصوت؛ فقالت عائشة: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"رأيت عبد الرحمن يدخل الجنة حبوًا" فبلغ ذلك عبد الرحمن فقال: إن استطعت لأدخلها قائما, فجعلها بأقتابها وأحمالها في سبيل الله -عز وجل. أخرجه أحمد.
وفي رواية: أنه لما بلغه قول عائشة أتاها فسألها عما بلغه، فحدثته؛ فقال: إني أشهدك أنها بأحمالها وأقتابها وأحلاسها في سبيل الله -عز وجل. أخرجه صاحب الصفوة.
ذكر تسليم الله -عز وجل- عليه, وتبشيره بالجنة:
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: وردت قافلة من تجار الشام لعبد الرحمن بن عوف فحملها إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدعا له النبي -صلى الله عليه وسلم- بالجنة، فنزل جبريل وقال:"إن الله يقرئك السلام, ويقول: أقرئ عبد الرحمن السلام وبشره بالجنة" أخرجه الملاء، وسيأتي في ذكر صدقته أتم من هذا إن شاء الله تعالى. وهذه القافلة غير القافلة المتقدم ذكرها في الفصل قبله، فإن الظاهر أن تلك كانت بعد وفاة النبي -صلى الله عليه وسلم- وفي تلك أري عبد الرحمن داخلا الجنة حبوا وفي هذه دعا له بها.