كان عثمان -رضي الله عنه- من السابقين الأولين، وصلى إلى القبلتين، وهاجر الهجرتين، وتزوج ابنتي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعد من البدريين ومن أهل بيعة الرضوان ولم يشهدهما كما تقدم بيانه، وهو أحد من توفي عنه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو عنه راض, وقد تقدم ذكر شهادة النبي -صلى الله عليه وسلم- له بالشهادة في باب ما دون العشرة في أحاديث حراء، وفي باب الثلاثة في أحاديث أحد وثبير.
ذكر شهادة النبي -صلى الله عليه وسلم- بأنه على الحق:
عن كعب بن عجرة قال: ذكر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتنة فقربها وعظمها قال: ثم مر رجل مقنع في ملحفة فقال: "هذا يومئذ على الحق" فانطلقت فأخذت بضبعيه فقلت: هذا يا رسول الله؟ قال:"هذا" فإذا هو عثمان بن عفان. خرجه أحمد، وخرج الترمذي معناه عن مرة بن كعب البهزي وقال: هذا يومئذ على الهدى, فقمت إليه ثم ذكر ما بعده وقال: حسن صحيح.
ذكر أمر النبي -صلى الله عليه وسلم- باتباعه عند ثوران الفتنة:
عن مرة بن كعب البهزي قال: بينما نحن مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في طريق من طرق المدينة قال:"كيف تصنعون في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها صياصي بقر؟ " قالوا: فنصنع ماذا يا رسول الله? قال: "عليكم بهذا وأصحابه، أو اتبعوا هذا وأصحابه" قال: فأسرعت حتى عطفت الرجل فقلت: هذا يا نبي الله? قال: "هذا" فإذا هو عثمان بن عفان. أخرجه أبو حاتم وأحمد، وقال فيه: فأسرعت حتى عييت فلحقت بالرجل فقلت: هذا يا نبي الله؟ ثم ذكر ما بقي.
"شرح" صياصي: قرون البقر، وربما ركبت في الرماح مكان الأسنة، والصياصي: الحصون.
ذكر وصفه بالأمين, والحث على الكون معه:
عن أبي حبيبة قال: سمعت أبا هريرة -وعثمان محصور- استأذن في الكلام فقال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"إنها تكون فتنة واختلاف, أو اختلاف وفتنة" قلنا: يا رسول الله فما تأمرنا? قال: "عليكم بالأمين وأصحابه" وأشار إلى عثمان بن عفان. خرجه القزويني الحاكمي.