قال ابن قتيبة: الكوفيون يروون أنه آدم شديد الأدمة، وأهل الحجاز يروون أنه أبيض أمهق وهو الذي يشبه لونه لون الجص, لا يكون له دم ظاهر, وكان طوالًا أصلع أجلح شديد حمرة العينين خفيف العارضين، قاله صاحب الصفوة. وقال أبو عمر: كان كث اللحية أعسر يسرًا, وذكر في لونه رواية الكوفيين قال: وهكذا وصفه ذر بن حبيش وغيره, وعليه الأكثر قال: كان عمر طويلًا جسيمًا أصلع شديد الصلع, أبيض شديد حمرة العينين, في عارضيه خفة, سبالته كثيرة الشعر أطرافها صهبة، قال: والأول أصح وأشهر.
وعن سماك بن حرب قال: كان عمر بن الخطاب أروح كأنه راكب والناس يمشون كأنه من رجال سدوس, خرجه الحافظ السلفي, قال: والأروح: هو الذي تدانى قدماه إذا مشى، وقال الجوهري: هو الذي تتباعد صدور قدميه وتتدانى عقباه وكل نعامة روحاء، وكان رضي الله عنه يخضب بالحناء والكتم.
وخرج القاضي أبو بكر بن الضحاك عن ابن عمر أن عمر كان لا يغير شيبه فقيل له: يا أمير المؤمنين ألا تغير وقد كان أبو بكر يغير؟ فقال عمر: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"من شاب شيبة في الإسلام كانت نورًا يوم القيامة" وما أنا بمغير. وعنه وقد عرضت عليه مولدة له أن يصبغ لحيته فقال: ما أريد أن أطفئ نوري كما أطفأ فلان نوره, والأول هو الصحيح.
"شرح" الآدم من الناس: الأسمر والجمع أدمان, والأدمة -بضم الهمزة وإسكان الدال: السمرة, والأمهق ما ذكره في الحديث, والأصلع: هو الذي انحسر شعر مقدم رأسه ويقال لموضع الصلع: صلعة بالتحريك وصلعة بضم الصاد وإسكان اللام, والأجلح هو الذي انحسر الشعر عن جانبي رأسه فوق الأنزع، فأوله النزع ثم الصلع، وقد جلح الرجل بالكسر فهو أجلح بين الجلح, واسم ذلك الموضع الجلحة بالتحريك,