الباب الخامس: فيما جاء مختصًّا بأبي بكر وعمر وعثمان
ذكر الموازنة بينهم, ورجحان بعضهم ببعض:
تقدم في الذكر الثالث من الباب الثالث طرف من ذلك, عن أبي بكر أن رجلًا قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم:"رأيت كأن ميزانًا نزل من السماء فوزنت أنت وأبو بكر فرجحت أنت, ووزن أبو بكر وعمر فرجح أبو بكر, ووزن عمر وعثمان فرجح عمر, ثم رفع الميزان فاستاء لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم" يعني: فساءه ذلك, فقال:"خلافة نبوة, ثم يؤتي الله الملك من يشاء" أبو داود والبغوي في المصابيح في الحسان١، والحافظ الدمشقي في الموافقات، وخرجه خيثمة بن سليمان بزيادة ولفظه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا أصبح يقول:"هل أحد منكم رأى رؤيا؟ " فقال رجل: أنا رأيت يا رسول الله كأن ميزانًا نزل من السماء, فوضعت في كفة وأبو بكر في كفة فرجحت فرفعت, ووضع عمر في كفة فرجح أبو بكر ثم رفع أبو بكر, ووضع عثمان في كفة فرجح عمر, وقوله: فاستاء لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قيل: إنه يحتمل أن يكون كره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حصر درجات الفضل ورجا أن يكون في أكثر
١ فمصابيح السنة للبغوي يضم الأحاديث الصحاح، والأحاديث الحسان.