للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفصل الثالث: في ذكر صفته، رضي الله عنه

عن عائشة -رضي الله عنها- وقد قيل لها: صفي أبا بكر قالت: كان أبيض نحيفًا خفيف العارضين, أجنأ لا يستمسك إزاره يسترخي عن حقويه, معروق الوجه غائر العينين, ناتئ الجبهة عاري الأشاجع, خرجه أبو عمر.

وعن قيس بن أبي حازم قال: قدمت على أبي بكر مع أبي في مرضه الذي مات فيه, فرأيته رجلًا أسمر خفيف اللحم, خرجه أبو بكر بن مخلد والمشهور ما تقدم من أنه كان أبيض وكان يخضب بالحناء والكتم, خرجه مسلم.

"شرح" أجنأ بالجيم والهمزة أي: منحنيًا, تقول منه: جنأ يجنأ جنا بالقصر وجنوا, ومنه سمي الترس مجنا -بضم الميم- لانجنائه وأحنى بالحاء غير مهموز بمعناه, يقال: رجل أحنى الظهر وامرأة حنياء وحنواء أي: منحنية, والحقو: الكشح والحقوان: الكشحان والجمع: أحق وقد يسمى الإزار حقوا للمجاورة؛ لأنه يشد على الحقوين, معروق الوجه أي: قليل اللحم حتى يتبين حجم العظم, الأشاجع: جمع أشجع بزنة أصبع وهي أصول الأصابع التي تتصل بعصب ظاهر الكف, والكتم بالتحريك: نبت, وعن الأصمعي قال: قال أبو عمرو بن العلاء: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- أفرع وكان أبو بكر أفرع, وكان عمر أصلع لم يبق من شعره إلا حفاف, وهو أن يبقى منه مثل الطرة حول رأسه يقال: رجل أفرع وامرأة فرعاء, إذا كان الشعر تاما لم يذهب منه شيء.

وقال ابن دريد: يقال امرأة فرعاء إذا كانت كثيرة الشعر, ولا يقال للرجل إذا كان عظيم الجمة واللحية: أفرع إنما يقال: رجل أفرع لضد الأصلع, وأما صفاته المعنوية فقد تقدم في ثناء علي في باب أبي بكر وعمر طرف منها, وسيأتي في باب فضائله الكثير منها إن شاء الله تعالى.

<<  <  ج: ص:  >  >>