للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الفصل الرابع: في إسلامه]

عن إبراهيم بن طلحة بن عبيد الله قال: قال طلحة: حضرت بسوق بصرى فإذا راهب١ في صومعة يقول: سلوا أهل هذا الموسم: أفيهم أحد من الحرم٢? قال طلحة: نعم أنا. قال: هل ظهر أحمد بعد? قال: قلت: ومن أحمد? قال: ابن عبد الله بن عبد المطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه وهو آخر الأنبياء، ومخرجه من الحرم ومهاجره إلى نخل٣ وحرة وسباخ، فإياك أن تسبق إليه. قال طلحة: فوقع في قلبي ما قال، فخرجت مسرعًا حتى قدمت مكة فقلت: هل كان من حدث? قالوا: نعم، محمد بن عبد الله الأمين تنبَّأ، وقد تبعه ابن٤ أبي قحافة. قال: فخرجت حتى دخلت على أبي بكر فقلت: اتبعت هذا الرجل? قال: نعم، فانطلق إليه فادخل عليه فاتبعه فإنه يدعو إلى الحق، وأخبره طلحة بما قال الراهب، فسر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بذلك, فلما أسلم أبو بكر وطلحة أخذهما نوفل بن خويلد، وشدهما في حبل واحد ولم يمنعهما بنو تيم؛ فلذلك سمي أبو بكر وطلحة "القرينين" أخرجه الفضائلي، وصاحب فضائل أبي بكر.

وأسلم أخو طلحة عثمان بن عبيد الله، أمه كريمة بنت موهب من كندة، وقيل: بنت جندب من بني سواة بن عباس بن صعصعة، ولده عبد الرحمن بن عثمان، له صحبة ورواية عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولهما أخ ثالث قتل يوم بدر كافرًا.


١ منقطع من النصارى للعبادة وفق تعاليم النصرانية في زعمه.
٢ حرم مكة.
٣ يعني: يثرب "المدينة".
٤ أبو بكر -رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>