للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن إبراهيم التيمي قال: لما قبض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أتى عمر أبا عبيدة فقال: ابسط يدك لأبايعك؛ فإنك أمين هذه الأمة على لسان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال أبو عبيدة لعمر: ما رأيت لك فهة قبلها منذ أسلمت, تبايعني وفيكم الصديق ثاني اثنين؟!

"شرح" الفهة: السقطة والجهلة ونحو ذلك قال أبو عبيدة, والفهة والفهاهة: العي يقال: رجل فه وامرأة فهة.

ذكر ما روي عن عبد الله بن مسعود في ذلك:

عن زر بن حبيش عن ابن مسعود قال: إن الله تبارك وتعالى نظر في قلوب العباد, فوجد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته, ثم نظر في قلوب العباد فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد فجعلهم وزراء نبيه -صلى الله عليه وسلم- يقاتلون عن دينه, فما رأى المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن وما رأوه سيئًا فهو عند الله سيئًا, وقد رأى أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جميعًا أن يستخلفوا أبا بكر -رضي الله عنه. خرجه ابن السري وهذا من أقوى الأدلة على صحة خلافته -رضي الله عنه- فإن الإجماع قطعي.

ذكر ما روي عن أبي سعيد في معنى ذلك:

عن أبي سعيد قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "لو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلا, ولكن أخي في الدين وصاحبي في الغار" وإن أبا بكر كان ينزل بمنزلة الوالد, وإن أحق ما اقتدينا به بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبو بكر, وروي عن ابن الزبير نحو ذلك. خرجهما إبراهيم التيمي.

ذكر ما أخبره به النصارى مما يتضمن خلافة أبي بكر:

عن جبير بن مطعم قال: لما بعث الله نبيه -صلى الله عليه وسلم- وظهر أمره بمكة خرجت إلى الشام, فلما كنت ببصرى أتتني جماعة من النصارى فقالوا

<<  <  ج: ص:  >  >>