ومنه الحديث الآخر:"لا تأخذه في الله هوادة" أي: لا يسكن عند وجوب حد لله تعالى ولا يرخص فيه ولا يحابي, نهج السبيل هكذا قيد ثلاثيا على إسناد الفعل إلى السبيل, وقيده الجوهري رباعيا فقال: أنهج الطريق: إذا استبان وصار نهجًا واضحًا, ونهجت الطريق: بينته ونهجته أيضًا: سلكته, حكاه الجوهري الفئة: الطائفة فكأنه كالظهر للمسلمين.
ذكر ثناء عائشة على أبيها, وقد مرت على قبره:
عن القاسم بن محمد عن عائشة أنها مرت على قبر أبيها فقالت: نضَّر الله وجهك وشكر لك صالح أمرك, فلقد كنت للدنيا مذلا بإعراضك عنها وللآخرة معزا بإقبالك عليها, ولئن كان أجل بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رزؤك وأعظمها فقدك, إن كتاب الله ليعد بالعزاء عنك حسن العوض منك, فأنا أنتجز من الله موعده فيك بالصبر عليك وأستعيضه منك بالدعاء لك, فإنا لله وإنا إليه راجعون وعليك السلام ورحمة الله, توديع غير قالية لحياتك ولا زارية على القضاء فيك, خرجه ابن المثنى في معجمه.