للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْحَكِيم} ١ قال: فكلما مررت باسم من أسماء الله تعالى ذعرت، ثم ترجع إلي نفسي قال: حتى بلغت: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} ٢ قال: فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله.

قال: فخرج القوم مستبشرين فكبروا وقالوا: أبشر يابن الخطاب، فإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دعا يوم الاثنين فقال: "اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين إليك: أبي جهل بن هشام، وإما عمر بن الخطاب" وإنا نرجو أن تكون دعوة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لك فأبشر، قال: فقلت: دلوني على مكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: فأخبروني أنه في بيت في أسفل الصفا، قال: فخرجت حتى جئت الباب فقرعته فقالوا: من هذا? قال: قلت: ابن الخطاب قال: فما اجترأ أحد منهم أن يفتح لي، قد علموا شدتي على رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "افتحوا له, فإن يرد الله به خيرًا يهده" قال: ففتحوا ثم أخذ رجلان بعضدي حتى أجلساني بين يدي النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: فقال: "خلوا عنه" ثم أخذ بمجمع قميصي فجذبني إليه وقال: "أسلم يابن الخطاب، اللهم اهده". قال: فقلت: أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، قال: فكبر المسلمون تكبيرة حتى سمعت من مكة، وكانوا قبل ذلك مستخفين، خرجه الحافظ أبو القاسم في الأربعين الطوال.

"شرح" صبا يصبو: إذا خرج عن دينه وقد تقدم ذكر ذلك, ذعرت أي: فزعت تقول: ذعرته أذعره ذعرًا أي: فزعته والاسم الذعر بالضم, جبذني: مقلوب جذبني وكلاهما بمعنى واحد.

طريق آخر: قال ابن إسحاق: كان إسلام عمر فيما بلغنا أن أخته فاطمة أسلمت وأسلم زوجها سعيد بن زيد وهم مستخفون بإسلامهم،


١ سورة الحشرة الآية: ٢٤.
٢ سورة الحديد الآية: ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>