"على أي حال رأيتها?" قالت: رأيتها وقد حملها على حمار من هذه الدواب وهو يسوقها، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم:"صحبهما الله, إن كان عثمان لأول من هاجر إلى الله -عز وجل- بعد لوط" خرجه خيثمة بن سليمان في فضائل عثمان، والملاء في سيرته، والظاهر أن قدومه من الحبشة كان قبل هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة أو بعدها وقبل وقعة بدر؛ لأنه صح أنه كان في وقعة بدر متخلفا بالمدينة على زوجته رقية بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكانت مريضة، وضرب له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسهمه وأجره منها، وسيأتي ذكر ذلك في خصائصه، وكانت وقعة بدر لسنة من الهجرة وثمانية أشهر وسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان, وكان قدوم أكثر مهاجري الحبشة-جعفر وأصحابه- موافقًا لفتح خيبر, فأسهم صلى الله عليه وسلم لهم منها، وما أسهم لأحد غاب عن فتح خيبر من غنائمها إلا لجعفر وأصحاب سفينته، وكان فتح خيبر لست سنين من الهجرة وثلاثة أشهر وأحد عشر يومًا.