للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استقى المسلمون ما يكفيهم يومين، فلما رأى اليهودي ذلك قال: أفسدت عليَّ ركيتي, فاشترى النصف بثمانية آلاف درهم.

ذكر اختصاصه بإجابة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى توسيع مسجده -صلى الله عليه وسلم:

عن الأحنف بن قيس قال: قدمنا المدينة فجاء عثمان فقيل: هذا عثمان وعليه ملبة صفراء قد قنع بها رأسه, قال: ههنا علي؟ قالوا: نعم، قال: ههنا طلحة؟ قالوا: نعم، قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو, أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من يبتاع مربد بني فلان غفر الله له" فابتعته بعشرين ألفا أو خمسة وعشرين ألفًا, فأتيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: قد ابتعته فقال: "اجعله في مسجدنا وأجره لك"؟ قالوا: فقالوا: اللهم نعم، فقال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو, أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من يبتاع رومة غفر الله له" فابتعتها بكذا وكذا ثم أتيته فقلت: قد ابتعتها قال: "اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك"؟ فقالوا: اللهم نعم، قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو, أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نظر في وجه القوم فقال: "من يجهز هؤلاء غفر الله له" يعني: جيش العسرة، فجهزتهم حتى لم يفقدوا عقالا ولا خطاما؟ قالوا: اللهم نعم، قال: اللهم اشهد ثلاثا. خرجه الدارقطني وأبو حاتم، وخرجه أحمد ولفظه: قال: انطلقنا حجاجا فمررنا بالمدينة, فبينما نحن بمنزلنا إذ جاءنا آتٍ فقال الناس من فزع في المسجد, فانطلقت أنا وصاحبي فإذا الناس مجتمعون على نفر في المسجد قال: فتخللتهم حتى قمت عليهم فإذا علي بن أبي طالب وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص، فلم يكن ذلك بأسرع مما جاء عثمان قال: أههنا علي؟ قالوا: نعم قال: أههنا الزبير؟ قالوا: نعم قال: أههنا طلحة؟ قالوا: نعم قال: أههنا سعد؟ قالوا: نعم, قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو، ثم ذكر الحديث إلى آخره، ثم قال: اللهم اشهد، ثم انصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>