"إن هاتين الصلاتين أخرتا عن وقتهما" في هذا المكان المغرب، فإن الناس لا يأتون ههنا حتى يعتموا، وأما الفجر فهذا الحين، ثم وقف فلما أسفر قال: إن أصاب أمير المؤمنين السنة دفع، قال: فما فرغ عبد الله حتى دفع عثمان.
وعن أبي شريح الخزاعي قال: كسفت الشمس في عهد عثمان بن عفان وبالمدينة عبد الله بن مسعود قال: فخرج عثمان فصلى بالناس تلك الصلاة: ركعتين وسجدتين في كل ركعة قال: ثم انصرف ودخل داره وجلس عبد الله إلى حجرة عائشة وجلسنا إليه فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يأمر بالصلاة عند كسوف الشمس والقمر, فإذا رأيتموه قد أصابهما فافزعوا إلى الصلاة؛ فإنها إن كانت الذي تحذرون كانت وأنتم على غير غفلة، وإن لم تكن كنتم قد أصبتم خيرًا اكتسبتموه. خرجهما أحمد.
ذكر تعبده:
عن محمد بن سيرين قال: كان عثمان يحيي الليل كله بركعة يجمع فيها القرآن. وعنه قال: قالت امرأة عثمان, حين أطافوا به يريدون قتله: إن يقتلوه أو يتركوه, فإنه كان يحيي الليل كله بركعة يجمع فيها القرآن. خرجهما أبو عمر.
وعن عثمان بن عبد الرحمن التيمي قال: قلت: لأغلبن الليلة على المقام، قال: فلما صلينا العتمة تخلصت إلى المقام حتى قمت فيه قال: فبينا أنا قائم إذا رجل وضع يده بين كتفي فإذا هو عثمان بن عفان, فبدأ بأم القرآن يقرأ حتى ختم القرآن فركع وسجد, ثم أخذ نعليه فلا أدري صلى قبل ذلك شيئًا أم لا. خرجه الحاكمي والملاء.
وعن مولاة لعثمان قالت: كان عثمان يصوم الدهر. خرجه أبو عمر وصاحب الصفوة.