للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سقط رداؤه عن شقه وأصابه تراب، فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يمسحه ويقول: "قم أبا تراب، قم أبا تراب" أخرجاه.

وعن عمار بن ياسر قال: كنت أنا وعلي رفيقين في غزاة ذي العشيرة، فلما نزلها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قأقام بها رأينا ناسا من بني مدلج يعملون في عين لهم في نخل، فقال علي: يا أبا اليقظان, هل لك أن تأتي هؤلاء فتنظر كيف يعملون? فجئناهم، فنظرنا إلى عملهم ساعة ثم غشينا النوم، فانطلقت أنا وعلي فاضطجعنا في صور من النخل في دقع من التراب فنمنا، فوالله ما أنبهنا إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحركنا برجله وقد تتربنا من تلك الدقعاء، فيومئذ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعلي: "يا أبا تراب" لما رأى عليه من التراب؛ قال: "ألا أحدثكما بأشقى الناس?" فقلنا: بلى يا رسول الله قال: "أحيمر ثمود الذي عقر الناقة, والذي يضربك في هذه -يعني قرنه- حتى تبتل منه هذه, يعني لحيته" خرجه أحمد.

"شرح" الصور بفتح الصاد وتسكين الواو: النخل المجتمع الصغار, والدقعاء: التراب، ودقع بالكسر أي: لصق بالتراب, وأحيمر: تصغير أحمر, وهو لقب قدار بن سالف عاقر ناقة صالح -عليه السلام.

قال الخجندي: وكان يكنى أبا قصم، ويلقب بيعسوب الأمة وبالصديق الأكبر.

وعن معاذة العدوية قالت: سمعت عليا على المنبر -منبر البصرة- يقول: أنا الصديق الأكبر. خرجه ابن قتيبة.

وعن علي أنه كان يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله، وأنا الصديق الأكبر. خرجه القلعي.

وعن أبي ذر قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول لعلي: "أنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق الذي تفرق بين الحق والباطل".

<<  <  ج: ص:  >  >>