العباس بن عبد المطلب لأبتاع منه بعض التجارة وكان امرأ تاجرا، قال: فوالله إني لعنده بمنى إذ خرج رجل من خباء قريب منه, فنظر إلى السماء فلما رآها قام يصلي, ثم خرجت امرأة من ذلك الخباء فقامت خلفه فصلت, ثم خرج غلام حين راهق الحلم فقام معه يصلي، قال: فقلت للعباس: يا عباس ما هذا? قال: هذا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ابن أخي، قال: قلت: من هذه المرأة? قال: هذه امرأته خديجة بنت خويلد، قال: فقلت: من هذا الفتى? قال: هذا ابن عمه علي بن أبي طالب، قال: قلت: فما الذي يصنع? قال: يصلي وهو يزعم أنه نبي ولم يتبعه أحد على أمره إلا امرأته وابن عمه هذا الفتى, وهو يزعم أنه سيفتح عليه كنوز كسرى وقيصر. قال: فكان عفيف وهو ابن الأشعث بن قيس يقول, وأسلم بعد ذلك وحسن إسلامه: لو كان الله رزقني الإسلام يومئذ, فأكون ثانيا مع علي بن أبي طالب.
وعن حبة العربي قال: سمعت عليا يقول: أنا أول رجل صلى مع النبي -صلى الله عليه وسلم- خرجهما أبو أحمد. وعن حبة أيضا قال: رأيت عليا ضحك ضحكا أكثر منه حتى بدت نواجذه ثم قال: ذكرت قول أبي طالب ظهر علينا أبو طالب وأنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونحن نصلي ببطن نخلة قال: ماذا تصنعان يابن أخي? فدعاه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى الإسلام فقال: ما بالذي تصنعان أو الذي تقولان بأس ولكن والله لا تعلوني استي أبدًا, وضحك تعجبًا من قول أبيه ثم قال: اللهم لا أعرف لك عبدًا من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك -ثلاث مرات- لقد صليت قبل أن يصلي الناس. خرجه أحمد، وخرجه في المناقب وزاد: لقد صليت قبل أن يصلي أحد سبعًا. وحبة العربي ضعيف.
قال ابن إسحاق: وذكر بعض أهل العلم أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان إذا حضرت الصلاة خرج إلى شعاب مكة, وخرج معه علي بن أبي طالب