للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث على مقيد غيره.

ذكر تبشيرهم بالجنة:

عن أبي موسى الأشعري "أنه خرج إلى المسجد فسأل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فقالوا: توجه ههنا, فخرجت في أثره حتى دخل١ بئر أريس فجلست عند الباب وبابها من جريد حتى قضى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حاجته, فتوضأ فقمت إليه فإذا هو جالس على بئر أريس وقد توسط قفها, فجلست عند الباب وقلت: لأكونن بوابًا للنبي -صلى الله عليه وسلم- اليوم فجاء أبو بكر فدفع الباب فقلت: من هذا؟ فقال: أبو بكر فقلت: على رسلك, ثم ذهبت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: هذا أبو بكر يستأذن فقال: "ائذن له وبشره بالجنة" فأقبلت حتى قلت لأبي بكر: ادخل فرسول الله -صلى الله عليه وسلم- يبشرك بالجنة, فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معه في القف ودلى رجليه في البئر كما صنع صلى الله عليه وسلم وكشف عن ساقيه, ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني فقلت: إن يرد الله بفلان خيرًا -يريد أخاه- يأت به, فإذا بإنسان يحرك الباب فقلت: من هذا؟ فقال: عمر بن الخطاب فقلت: على رسلك, ثم جئت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: هذا عمر بن الخطاب يستأذنك فقال: "ائذن له وبشره بالجنة" فجئت فقلت: ادخل ويبشرك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالجنة, فجلس مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في القف عن يساره ودلى رجليه في البئر, فرجعت فجلست وقلت: إن يرد الله بفلان خيرًا يأت به".

"ذكر ما روي" عن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أنه كان يقول: يا أهل العراق أحبونا بحب الإسلام, فوالله ما زال حبكم بنا٢ حتى صار سبًّا: فيه تعريض بالإنكار على مزج حبهم بما ينسب إليهم من بغض أبي بكر وعمر وسبهما.


١ أي: مكانها الواقعة فيه البئر.
٢ مستقرا بنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>