وعن علي -عليه السلام- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعثه إلى اليمن فوجد أربعة وقعوا في حفرة حفرت ليصطاد فيها الأسد، سقط أولا رجل فتعلق بآخر وتعلق الآخر بآخر حتى تساقط الأربعة فجرحهم الأسد وماتوا من جراحته؛ فتنازع أولياؤهم حتى كادوا يقتتلون فقال علي: أنا أقضي بينكم فإن رضيتم فهو القضاء وإلا حجزت بعضكم عن بعض, حتى تأتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليقضي بينكم. اجمعوا من القبائل الذين حفروا البئر ربع الدية وثلثها ونصفها ودية كاملة, فللأول ربع الدية لأنه أهلك من فوقه وللذي يليه ثلثها لأنه أهلك من فوقه وللثالث النصف لأنه أهلك من فوقه وللرابع الدية كاملة, فأبوا أن يرضوا، فأتوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فلقوه عند مقام إبراهيم، فقصوا عليه القصة فقال:"أنا أقضي بينكم" واحتبى ببردة, فقال رجل من القوم: إن عليا قضى بيننا. فلما قصوا عليه القصة أجازه. أخرجه أحمد في المناقب.
وعن الحارث عن علي أنه جاءه رجل بامرأة فقال: يا أمير المؤمنين دلست علي هذه وهي مجنونة, قال: فصعد علي بصره وصوبه وكانت امرأة جميلة فقال: ما يقول هذا? قالت: والله يا أمير المؤمنين ما بي جنون، ولكني إذ كان ذلك الوقت غلبتني غشية. فقال علي: خذها ويحك وأحسن إليها, فما أنت لها بأهل. أخرجه السلفي.
وعن زيد بن أرقم قال: أتي علي في اليمن بثلاثة نفر وقعوا على جارية في طهر واحد, فولدت ولدا فادعوه فقال علي لأحدهم: تطيب به نفسا لهذا? قال: لا. قال: أراكم شركاء متشاكسين، إني مقرع بينكم، فما أجابته القرعة أغرمته ثلثي القيمة وألزمته الولد، فذكروا ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقال:"ما أجد فيها إلا ما قال علي".
وعن جميل بن عبد الله بن يزيد المدني قال: ذكر عند النبي -صلى الله عليه وسلم- قضاء قضى به علي, فأعجب النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: "الحمد لله الذي جعل فينا