وعنه أن فاطمة شكت ما تلقى من أثر الرحى، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- سبي فانطلقت فلم تجده, فوجدت عائشة فأخبرتها، فلما جاء النبي -صلى الله عليه وسلم- أخبرته عائشة بمجيء فاطمة، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- إلينا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت لأقوم فقال:"على مكانكما" فقعد بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال:"ألا أعلمكما خيرًا مما سألتماني? إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا أربعًا وثلاثين، وسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين، فهو خير لكما من خادم يخدمكما" أخرجه البخاري وأبو حاتم.
وعندما قال: شكت إلي فاطمة من الطحين فقلت: لو أتيت أباك فسألته خادمًا? قال: فأتت النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم تصادفه، فرجعت مكانها، فلما جاء أخبر، فأتى وعلينا قطيفة إذا لبسناها طولا خرجت منها جنوبنا وإذا لبسناها عرضا خرجت منها أقدامنا ورءوسنا فقال:"يا فاطمة أخبرت أنك جئت، فهل كانت لك حاجة?" قالت: لا، قلت: نعم، شكت إلي من الطحين فقلت: لو أتيت أباك فسألته خادمًا? فقال: "أفلا أدلكما على ما هو خير لكما? إذا أخذتما مضاجعكما ... " ثم ذكر معناه. أخرجه أبو حاتم.
وعن أم سلمة -رضي الله عنها- قالت: جاءت فاطمة إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- تشتكي أثر الخدمة وتسأله خادمًا، قالت: يا رسول الله, لقد مجلت يداي من الرحى، أطحن مرة وأعجن مرة، فقال لها:"إن يرزقك الله شيئا سيأتيك، وسأدلك على خير من ذلك: إذا لزمت مضجعك فسبحي الله ثلاثًا وثلاثين، وكبري الله ثلاثًا وثلاثين، واحمدي الله أربعًا وثلاثين، فتلك مائة، فهو خير لك من الخدم" أخرجه الدولابي.
ذكر تواضعه:
تقدم في زهده طرف منه، وسيأتي في ذكر ورعه طرف منه أيضًا.
وعن أبي صالح بياع الأكسية عن جده قال: رأيت عليا اشترى تمرًا