واختلف في ذلك لأي معنى فقيل: كان هذا اللقب قد غلب عليه في الجاهلية؛ لأنه كان في الجاهلية وجيهًا رئيسًا من رؤساء قريش, وكانت إليه الأشناق وهي الديات كان إذا تحمل شنقًا قالت قريش: صدقوه, وأمضوا حمالته وحملها من قام معه, وإذا تحملها غيره خذلوه ولم يصدقوه.
قال الجوهري: الشنق ما دون الدية, وقيل: سمي صديقًا؛ لتصديقه النبي -صلى الله عليه وسلم- في خبر الإسراء. عن عائشة قالت: لما أسري بالنبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المسجد الأقصى أصبح يحدث الناس بذلك, فارتد ناس كانوا آمنوا به, وسعى رجال من المشركين إلى أبي بكر فقالوا: هل لك إلى صاحبك يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس؟ قال: وقد قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: لئن قال ذلك لقد صدق قالوا: تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟ فقال: نعم إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك في خبر السماء في غدوة وروحة؛ فلذلك سمي الصديق. خرجه الحاكم في المستدرك وابن إسحاق وقال مكان غدوة وروحة: في ساعة من ليل أو نهار, وزاد: فهذا أبعد مما تعجبون منه.
ثم أقبل حتى انتهى إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: يا نبي الله, حدث هؤلاء أنك جئت بيت المقدس هذه الليلة؟ قال:"نعم" قال: يا نبي الله فصفه لي فإني قد جئته, قال الحسن فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم:"رفع لي حتى نظرت إليه" فجعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصفه لأبي بكر فيقول أبو بكر: صدقت أشهد أنك رسول الله, كلما وصف له منه شيئًا قال: صدقت أشهد أنك رسول الله قال حتى إذا انتهى قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لأبي بكر:"وكنت يا أبا بكر الصديق" فسماه يومئذ الصديق.
قال الحسن: وإن الله -عز وجل- أنزل فيمن ارتد عن إسلامه لذلك: {وَمَا