للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ندمت ندامة الكسعي١ لما ... رأت عيناه ما صنعت يداه

وهو رجل كان ربى نبعة، وهو شجر ينبت في الصخر، واتخذ منها قوسا فرمى به الوحش ليلا فأصاب وظن أنه أخطأ، فكسر القوس، فلما أصبح رأى ما أصمى من الصيد، فندم، فقال الشاعر:

ندمت ندامة الكسعي ... البيت

وقوله: برغمي: في الرغم ثلاث لغات ضم الراء وفتحها وكسرها، تقول: رغم أنفي لله بكسر الغين وفتحها رغمًا ورغمًا، إذا انقدت على كره من نفسك، وفعلت ذلك على الرغم من أنفه ورغم فلان بالفتح: إذا لم يقدر على الانتصاف, وأصله من الرغام بالفتح وهو التراب، يقال: أرغم الله أنفه أي: ألصقه بالرغام، فكأن الفاعل للشيء على كره ملصق أنفه بالرغام لما اتصف به من إذلال نفسه, والشاطئ: الجانب وكذلك الشطء, وتحاص شعره أي: سقط, ورجل أحص بين الحصص: قليل الشعر.

ذكر تاريخ مقتله:

قتل رضي الله عنه يوم الجمل، وكان يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين.

ذكر سنه يوم قتل:

وكان له يوم قتل ستون سنة، وقيل: اثنتان وستون، وقيل: أربع


١ رجل يضرب به المثل عند الندم، واسمه كما ذكر صاحب القاموس: غامد بن الحارث الكسعي، الذي اتخذ قوسا وخمسة أسهم، وكمن في فترة -في ناحية- فمر قطيع, فرمى عيرًا أي حمارًا، وغلب على الوحشي, فأمخطه -أي أنفذه- السهم، وصدم الجبل، فأورى نارا، فظن أنه أخطأ، فرمى ثانيا، وثالثا إلى آخرها، وهو يظن خطأه، فعمد إلى قوسه فكسرها ثم بات، فلما أصبح نظر، فإذا الحمر مطرحة مصرعة وأسهمه بالدم مضرجة، فندم فقطع إبهامه، وأنشد:
ندمت ندامة لو أن نفسي ... تطاوعني إذًا لقطعت خمسي
تبين لي سفاه الرأي مني ... لعمر أبيك حين كسرت قوسي

<<  <  ج: ص:  >  >>