للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سعد لا تكلمه أبدًا حتى يكفر بدينه، ولا تأكل ولا تشرب؛ قال: قالت: زعمت أن الله أوصاك بوالديك، فأنا أمك، وأنا آمرك بهذا؛ قال: فمكثت ثلاثًا حتى غشي عليها من الجهد، فقام ابن لها يقال له: عمارة، فسقاها فجعلت تدعو على سعد، فأنزل الله تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي ... } ١ إلى: {وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} .

قال: وأصاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- غنيمة عظيمة فإذا فيها سيف، فأخذته فأتيت به رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: نفلني هذا السيف، فأنا من قد علمت حاله؛ فقال: "رده من حيث أخذته" فانطلقت حتى إذا أردت أن ألقيه في القبض لامتني نفسي، فرجعت إليه فقلت: أعطنيه؛ قال: فشد بي صوته: "رده من حيث أخذته" فأنزل الله -عز وجل: {يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ} ٢.

قال: مرضت، فأرسلت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فأتاني فقلت: دعني أقسم مالي حيث شئت. قال: فأبى؛ قلت: فالنصف؛ فأبى؛ قلت: فالثلث، فسكت، فكان يعد الثلث جائزًا.

قال: وأتيت على نفر من الأنصار والمهاجرين، فقالوا: تعال نطعمك ونسقك خمرًا، وذلك قبل أن تحرم الخمر، قال: فأتيتهم في حش -والحش البستان- فإذا رأس جزور مشوي عندهم وزق من خمر؛ قال: فأكلت وشربت معهم، قال: فذكرت الأنصار والمهاجرين عندهم، فقلت: المهاجرون خير من الأنصار, فأخذ رجل أحد لحيي الرأس فضربني به، فجرح أنفي، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأخبرته، فأنزل الله -عز وجل- فيَّ يعني نفسه شأن الخمر: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ


١ سورة لقمان الآية ١٥.
٢ سورة الأنفال الآية ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>