للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حرفَ حلق، حَذفُ الواو منهما. ولم يُعتَدَّ بالفتحة لكونها عارضةً. ولو كانت أَصليَّةً لم تُحذَفِ الواو، كما لم تُحذف من: يَوجَلُ ويَوحَلُ١.

وشَذَّ منه أيضًا٢ شيء، فجاء على "يَفْعُلُ" بضمّ العين، وهو: نَعِمَ يَنعُمُ وفَضِلَ يَفضُلُ وحَضِرَ يَحضُرُ، ومِتَّ تَمُوتُ في لغة من يَكسِرُ الميم، ودِمْتَ تَدُومُ.

وشَذَّ٣ أيضًا من "فَعَلَ" الذي فاؤه واو لفظة واحدة، فجاء مضارعها على "يَفْعُلُ" بضمّ العين. وهي: وَجَدَ يَجُدُ. وأصله "يَوْجُدُ"، فحُذِفت الواو لكون الضمّ هنا شاذًّا والأصل الكسر، فحُذفت الواو كما حُذفت٤ مع الكسرة. و [على] ٥ ذلك قوله٦:

لَو شِئتِ قَد نَقَعَ الفُؤادُ بِشَربةٍ ... تَدَعُ الصَّوادِيَ لا يَجُدْنَ غَلِيلا

وشَذَّ أيضًا شيء من "فَعَلَ" المعتلّ اللّام، فجاء مضارعه على "يَفْعَلُ" بفتح العين، وهو: قَلَى يَقلَى٧ وعَثَى يَعثَى٨ وجَبَى يَجبَى وأَبَى يأبَى٩.

وشَذَّ أيضًا من "فَعَلَ" الصحيح اللّام شيء، فجاء مضارعه على "يَفْعَلُ" بفتح العين، وهو: قَنَطَ يَقنَطُ ورَكَنَ يَركَنُ.

وشَذَّ أيضًا من "فَعَلَ" المضاعف المتعدّي شيء، فجاء مضارعه على "يَفْعِلُ" بكسر العين، وهو: هَرَّ الكأسَ يَهِرُّها١٠ وعَلَّه يَعِلُّه وحَبَّ الشيءَ يَحِبُّه١١.


١ يوحل: يقع في الوحل.
٢ م: وشذ أيضًا منه.
٣ نقل البغدادي هذه الفقرة في شرح شواهد الشافية ص٥٤. وانظر المزهر ٢: ٣٩.
٤ م: كما تحذف.
٥ من م.
٦ لجرير وينسب إلى لبيد. شرح الشافية ١: ١٣٢ وشرح شواهده ص٥٣-٥٧ والمنصف ١: ١٨٧ وديوان جرير ص٤٥٣ والمغني ص٢٧٢ وشرح شواهده ص٢٢٨-٢٢٩ وشرح أبياته ٥: ١١٤ والصحاح واللسان والتاج "وجد". وسيرد في ص٢٧٩، وليس في ديوان لبيد المطبوع. ونقع: روي. والصوادي: جمع صادية. وهي العطشى. والغليل: العطش. وفي حاشية ف بخط أبي حيان أن السيرافي ذكر له رواية بكسر الجيم على القياس، وأن أبا عبيد ذكر في "الغريب المصنف": يَجِدُ ويَجُدُ، من الموجدة والوجدان.
٧ قلاه: أبغضه وكرهه غاية الكره. وانظر المزهر ٢: ٣٩-٤٠.
٨ هذا الفعل في النسختين والمبدع بالسين لا بالثاء. والتصويب من الارتشاف ١: ٨٠ والمزهر ٢: ٣٩ واللسان والتاج "عثي". وعثى: أفسد. ولامه ياء هنا، وقد تكون واوًا.
٩ جبى: جمع وحصّل. وفي حاشية ف بخط أبي حيان عن ابن مالك أن صاحب المحكم حكى عن بعض العرب: أبِيَ. فكان "يأبَى" على لغتهم مثل ينسَى. ووافقهم فيه غيرهم.
١٠ هرّ الكأس: كرهها. وانظر المزهر ٢: ٤٠.
١١ علَّه: سقاه السقية الثانية بعد النهل. وفي حاشية ف بخط أبي حيان عن ابن مالك وجوب الكسر في مضارع حبّ، وجوازه في الباقي.

<<  <   >  >>