للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الرباعيُّ المعتلُّ] :

فإن كان أصول المعتلِّ على أزيد من ثلاثة فإنَّ نهاية ما يوجد عليه أربعة أحرف، بشرط أن يكون مصعَّفًا. أعني: تكون لامه الأولى من جنس فائه، ولامه الثانية من جنس عينه، كما جاءت١ لام "رَددتُ" من جنس عينه. فهو في الأربعة نظير "رَدَدتُ" في الثلاثة٢. وذلك نحو: قَوقَيتُ٣ وضَوضَيتُ٤ في بنات الواو، وحاحَيتُ وعاعَيتُ وهاهَيتُ٥ في بنات الياء. والأصل "ضَوضَوتُ" و"قَوقَوتُ" -فأبدلوا الواو الأخيرة ياء، لوقوعها طرفًا رابعة، للعِلَّة التي ذكرنا في "أغزَيتُ"٦- وحَيحَيتُ وعَيعَيتُ وهَيهَيتُ، فأبدلوا من الياء ألفًا، كراهية اجتماع الأمثال.

فإن قيل: وما الذي يدلُّ٧ على أنَّ قَوقَيتُ: "فَعْلَلتُ"؟ ولعلَّها "فَعْلَيْتُ" أو "فَوْعَلتُ". وكذلك أيضًا حاحيتُ، ما الذي يدلُّ على أنه "فَعْلَلتُ"؟ ولعلَّه "فاعَلتُ". فالجواب أنَّ الذي يدلُّ على أنَّ قَوقَيتُ: "فَعْلَلتُ" أنه لو كان "فَوْعَلتُ" لكان من باب دَدَن٨، ولو كان "فَعْلَيتُ" لكان من باب سَلِسَ وقَلِقَ. وهما بابان٩ قليلان، "وقَوقَيتُ" وأمثاله كثير. فدلَّ ذلك على أنَّه ليس بـ"فَوْعَلتُ"، ولا بـ"فَعْلَيتُ".

وأمَّا حاحَيتُ وأمثاله فالذي يدلُّ١٠ على أنها "فَعْلَلتُ" لا "فاعَلتُ" المصدرُ؛ ألا تراهم قالوا: الحِيحاءُ والعِيعاءُ، فيجيء بمنزلة السِّرهاف؟ ١١ ولو كان "فاعَلَ" لكان مصدره "فِعالًا" نحو: قاتلَ قِتالًا.


١ ف: جاء.
٢ المنصف ٢: ١٦٩.
٣ قوقت الدجاجة: صاحت.
٤ ضوضيت: من الجلبة والضوضاء.
٥ حاحيت وعاعيت وهاهيت: صوّتُّ بالغنم.
٦ في الورقة ٢٥. م: "أعريت". وزاد بعدها في ف: وأصل حاحيت.
٧ ف: وما الدليل.
٨ م: ردن.
٩ م: بناءان.
١٠ المنصف ٢: ١٧١-١٧٢.
١١ السرهاف: من قولك سرهفته، إذا نعمته وأحسنت غذاءه. م: السرهاء.

<<  <   >  >>