للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باب إبدال الهمزة من الواو: ١

الواو٢ لا يخلو من أن تكون ساكنة أو متحرِّكة. فإن كانت متحرِّكة فلا يخلو من أن تكون أوَّلًا أو غير أوَّل. فإن كانت أوَّلًا فلا يخلو أن تكون وحدها، أو ينضاف إليها واو أُخرى. فإن انضاف إليها أُخرى أُبدلت الأُولى٣ همزةً، هروبًا من ثقل الواوين. وذلك نحو قولهم في جمع واصِل: أَواصِلُ٤. أصله "ووَاصِلُ" فقلبت الواو همزة. وكذلك أُوَلٌ أصله "وُوَلٌ"؛ لأنه "فُعَلٌ"٥ من لفظ أَوَّلَ، وأَوَّل فاؤه وعينه واو. فقُلبت الواو الأُولى همزة. ولا يجوز في هذا وأمثاله إِلَّا الهمز.

فإن كانت وحدها فلا يخلو٦ من أن تكون مضمومة أو مكسورة أو مفتوحة. فإن كانت مكسورة أو مضمومة جاز أن تُبدِل منها همزةً، فتقول في "وُعِدَ": أُعِدَ، وفي "وُقِّتَتْ": أُقِّتَتْ، وفي "وِسادة": إِسادة، وفي "وِعاء": إِعاء. وقد [٣٢ أ] قُرئ: "ثُمَّ استَخرَجَها مِن إِعاءِ أَخِيهِ"٧. وكذلك تَفعل بكلِّ واوٍ تقع أوَّلًا مكسورةً أو مضمومة.

وإنَّما فعلتَ ذلك، لثقل الضَّمَّة والكسرة في الواو. وذلك أنَّ الضَّمَّة بمنزلة الواو، والكسرة بمنزلة الياء. فإذا كانت الواو مضمومة فكأنه قد اجتمع واوان. وإذا كانت مكسورة فكأنه قد


١ سقط "باب" من ف.
٢ سقط من م. وانظر سر الصناعة ١: ١٠٤-١١٣ والكتاب ٢: ٣١٣. وفي حاشية ف بخط أبي حيان عن ابن مالك وغيره أحكام إبدال الواو همزة إذا كانت أوَّلًا أو حشوًا. انظر الارتشاف ١: ١٢٦-١٢٧.
٣ م: الأول.
٤ م: "قولهم أواصل في جمع واصل". وفي حاشية ف بخط أبي حيان عن ابن مالك: أُوَيصِل تصغير واصل أصله: وُوَيصِل.
٥ م: "وكذلك أولى أصله وولى لأنه فعلى". ومثله في سر الصناعة ١: ١١١ وفي نسخة الخفاف كما جاء في حاشية ف.
٦ م: فلا تخلو.
٧ الآية ٧٦ من سورة يوسف. وهذه قراءة سعيد بن جبير. انظر البحر المحيط ٥: ٣٣٢، حيث ذكر أبو حيان أن هذه لغة هذيل. وانظر المنصف ١: ٢٣٠.

<<  <   >  >>