للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذكر إدغام المثلين ١:

اعلم أنَّ كلَّ مِثلين قد يُدغمان إِلَّا الألفينِ والهمزتينِ. أمَّا الألف فلم يمكن الإدغام فيها٢؛ لأنه لا يُدغَم إِلَّا في متحرِّك، والألف لا تتحرَّك. وأمَّا الهمزة فثقيلة جدًّا، ولذلك يُخفِّفها أهل التخفيف منفردةً. فإذا انضمَّ إليها غيرها ازداد الثقل، فأُلزمت٣ إحداهما البدل، على حسب ما ذُكر في باب٤ تسهيل الهمز٥، فيزول اجتماع المِثلين.

فلا يُدغَم إِلَّا أن تكونا٦ عينَينِ نحو: سأّال ورأّاس. فإنك تُدغِم ولا تُبدِل، لما ذكرناه من أنك لو أَبدلت إحداهما لاختلفت٧ العينان. والعينان أبدًا في كلام العرب لا يكونان إِلَّا مِثلينِ. وقد يجوز الإدغام في الهمزتين [غيرَ عَينينِ] ٨، على ما حُكي عن ابن أبي إِسحاقَ٩ وناس معه، من أنهم كانوا يُحقِّقون الهمزتين، إذا كانتَا في كلمتين نحو: قَرأَ أّبوك١٠؛ لأنه يجتمع لهم مِثلان. وقد١١ تكلَّمت العرب بذلك وهو رديء.

فعلى هذا إذا اجتمع لك مِثلان، وكان المِثلان ممَّا يمكن الإدغام فيهما، فلا يخلو من أن يكون الثاني منهما متحرِّكًا أو ساكنًا. فإن كان الثاني متحرِّكًا فلا يخلو من أن يجتمعا في كلمة واحدة أو في كلمتين. فإن اجتمعا في كلمة واحدة فلا يخلو١٢ من أن يكونا حرفَي علَّة أو


١ انظر الكتاب ٢: ٤٠٨-٤١١ وشرح الشافية ٣: ٢٣٩-٢٥٠ وشرح المفصل ١٠: ١٢١-١٢٣ والهمع ٢: ٢٢٥-٢٢٨.
٢ م: فيهما.
٣ م: فالتزمت.
٤ سقط من م.
٥ كذا. ولم يتَقَدَّم لتسهيل الهمز باب. وانظر ص٢١٧ و ٢٥١.
٦ م: يكونا.
٧ م: لاختلف.
٨ سقط من م حتى قوله "يحققون الهمزتين". وما بين معقوفين تتمة من المبدع.
٩ وهو عبد الله بن أبي إسحاق الزياديّ الحضرميّ الذي هجاه الفرزدق. توفي سنة ١١٧. الخزانة ١: ١١٥.
١٠ تحقق فيه الهمزتان متحركتين، أو يكون اللفظ بالإدغام بعد تسكين الأُولى.
١١ سقط من م حتى قوله "لك مثلان".
١٢ سقط من م حتى قوله "حرفين صحيحين".

<<  <   >  >>