للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مسائل من المعتلِّ العين:

تقول في مثل١ "افعَوْعَلَ" من البَيع "ابيَيَّعَ". والأصل "ابيَوْيَعَ"، فقَلبتَ الواو المتوسِّطة بين الياءين ياء، لسكونها ووقوع الياء بعدها، وأدغمتَ في الياء.

وإذا بنيتَه للمفعول قلت٢: "ابيُوْيِعَ" على الأصل. وإنَّما لم تُدغِم؛ لأنَّ الواو مدَّة تشبه٣ الألف؛ لأنها في فِعلٍ متصرِّف. فكما لا تُدغِم الألف في الياء التي بعدها [في] ٤ نحو "بايَعَ"، فكذلك ما أَشبهتها٥.

وتقول في مثل٦ "افعَوْعَلَ" من القول: "اقوَوَّلَ". هذا مذهب سيبويه. وأمَّا أبو الحسن فيقول: "اقوَيَّل"؛ لأنه يَستثقل ثلاث واوات. وإلى ذلك ذهب أبو بكر، واحتجَّ بأنهم إذا كانوا يستثقلون الواوين والضَّمَّة في مثل مَصُوغ٧، فلا يكمِّلون البناء إِلَّا فيما شَذَّ، فالأحرى فيما اجتمع فيه ثلاث واوات.

وهذا الذي احتجَّ به لا يلزم؛ لأنَّ مَصُوغًا٨ وأمثاله إنَّما استثقل فيه الواوان والضَّمَّة، لجريانه على الفعل المعتلِّ. وإِلَّا فإنهم يُتِمُّون في مثل "قَوُوْل"٩ في فصيح الكلام؛ لأنه غيرُ جار على معتلٍّ.


١ المنصف ٢: ٢٤٣-٢٤٤.
٢ المنصف ٢: ٢٤٥-٢٤٦.
٣ م: لشبه.
٤ من م.
٥ م: ما أشبهها.
٦ المنصف ٢: ٢٤٣-٢٤٤.
٧ م: "مصوع". وفي حاشية ف بخط أبي حيان عن ابن مالك: "هذا الذي قال أبو ... في الكلام ممنوع، وهو جائز لو جاء كما في مبيوع ومخيوط. وخطأته في ذلك وفرقت بابهما. فإمَّا نسيتَ ما فات، أو ألهمك الله إلى الصواب".
٨ م: مصوعًا.
٩ ف: قَووُل.

<<  <   >  >>