للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الياء، ثمَّ أدغمتَ الياء في الياء١.

وتقول في مثل٢ بُهْلُول من الغَزْو: "غُزْوِيٌّ". والأصل "غُزْوُوْوٌ"، فاستثقلت الواوات كما استثقلت في المسألة التي قبلها، فقلبتَ المتطرِّفة منها ياء، ثمَّ قلبتَ الواو المتوسِّطة ياء لسكونها وبعدها الياء، وقلبتَ الضَّمَّة قبلها كسرة لتصحَّ الياء، ثمَّ أدغمت الياء في الياء.

وتقول في مثل٣ قَمَحْدُوة من الغَزْو: "غَزَوِّيَةٌ"٤. والأصل "غَزَوْوُوَة"، فاجتمع ثلاث واوات الوسطى مضمومة، فقَلبتَ المتطرِّفة ياء، كما فعلت أيضًا في المسألتين المتقدِّمتين قبلها، ثمَّ قَلبتَ الضَّمَّة التي في الواو التي قبلها كسرةً لتصحَّ الياء، ثمَّ أدغمت الواو الأُولى في [٧٠أ] الواو الثانية.

وتقول في مثل٥ تَرْقُوَة من الغَزْو: "غَزْوِيَةٌ"، سواء بنيتَ على التذكير أو على التأنيث. وأصل هذه المسألة "غَزْوُوَة"، فاجتمع واوان٦ في الطرف وضمَّة، فصار ذلك كثلاث واوات، فقلبتَ المتطرِّفة ياء، والضَّمَّة [قبلها] ٧ كسرة لتصحَّ الياء٨, فصار "غَزْوِيَة". وإنَّما استوى البناءُ على التذكير والتأنيث٩، لوجود الاستثقال في الحالتين.


١ وزاد ابن جني في المنصف قولَه: "فصارت غَزَوِيًّا. ثمَّ أبدلت من الواو ألفًا لتحرُّكها وانفتاح ما قبلها فصارت في التقدير غزايًّا. وأرادوا كسر ما قبل الياء كما يكسر ما قبل ياء النسب فأبدلوا الألف واوًا ... فصارت: غزوِيًّا. فالواو التي في غزويّ إنَّما هي بدل من الألف التي كانت في التقدير بدلًا من الواو".
٢ المنصف ٢: ٢٧٦.
٣ المنصف ٢: ٢٩٠.
٤ في المنصف: "غزويّة". والصواب ما أثبتنا.
٥ المنصف ٢: ٢٩٠-٢٩١.
٦ في حاشية ف بخط أبي حيان أن ابن مالك علَّق على هذا بقوله: "قد قال سيبويه في فَعُلان من القوَّة: قَوُوان. فجمع بين واوين وضمَّة. وقد منع ذلك الزَّجَّاج لما ذكر. وقال سيبويه في منع غزوُوة: لأنه ليس في كلامهم قوُوتُ. وبه تعلَّق الزَّجَّاج ... ". قلت: سيبويه يدغم "فَعُلان" قوَّان. انظر الكتاب ٢: ٣٩٦ و٣٩٤.
٧ من م.
٨ سقط من م.
٩ ف: على التذكير وعلى التأنيث.

<<  <   >  >>