للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فتَقلب المتطرِّفة ألفًا لتحرُّكها وانفتاح ما قبلها. ولم تَنقل الحركة من الياء المتوسِّطة إلى الساكن قبلها، ثمَّ تدغم إِحدى الياءين في الأُخرى، فتقولَ "ارمَيَيَّ"، على قياس "اطمأَنَّ"؛ لأنَّ الياء المتوسطة لمَّا سكن ما قبلها لم تُعلَّ١ بنقل حركتها، كما لم تُعلَّ٢ في: ابيَضَّ.

وتقول في مثل٣ "اغدَودنَ" من الغَزْو: "اغزَوْزَيْتُ" و"اغزَوْزَى". والأصل "اغزَوْزَوْتُ"، فقلبتَ الواو ياء كما قلبت في: أَغزَيْتُ وغازَيتُ٤. أعني: حملًا على المضارع في القلب الذي هو "يَغزَوزِي"، كما قُلبت في: أَغزَيْتُ وغازَيْتُ، حملًا على: يُغْزِي ويُغازِي.

وتقول في مثل٥ عَنكبوت من الغزو: "غَزْوَوْتٌ"٦. والأصل "غَزْوَوُوْتٌ"، فقلبتَ الواو المتوسِّطة٧ ألفًا لتحرُّكها وانفتاح ما قبلها، ثمَّ حذفت الألف لالتقائها ساكنة مع الواو. وكانت المحذوفة الألفَ، ولم تكن واو "فَعْلَلُوت"؛ لأنَّ الواو زيدت مع التاء، فلم يجز أن تُحذف إحداهما وتبقى الأُخرى؛ ألا ترى أنَّ كلَّ زيادتين زيدتا معًا فإنهما تحذفان معًا، في الترخيم والتصغير؟

وتقول في مثل قَرَبُوس مِن الغَزْو٨: "غَزَوِيٌّ". والأصل "غَزَوُوْوٌ"، فاجتمعت٩ ثلاث واوات في الطرف مع الضَّمَّة١٠، فاستُثقل ذلك -بل إذا كانوا يستثقلون الواوين١١ في الطرف في مثل: عَتا عُتِيًّا، فالأحرى أن يستثقلوا الثلاثَ- فقَلبتَ الواو الأخيرة ياء؛ لأنها أَوْلى بالإعلال١٢، ثمَّ قَلبتَ المتوسِّطة ياء لسكونها وبعدَها الياء، وقَلبتَ الضَّمَّة قبلها كسرة لتصحَّ


١ ف: لم تَعتلّ.
٢ ف: لم تعتلّ.
٣ المنصف ٢: ٢٣٤.
٤ ف: غازينا.
٥ المنصف ٢: ٢٥٧-٢٥٨.
٦ م: غزوؤت.
٧ في حاشية ف بخط أبي حيان أن ابن مالك علَّق على هذا بقوله: "القياس ألَّا تقلب هذه الواو لسكون ما بعدها كما صحت في النزَوان والغلَيان فتقول: غزوَوُوت. لكن سيبويه شبهها بفعلوا ويفعلون. يعني فعلوا من رمى، تقول: رمَوا. ويفعلون من رضي، تقول: يرضَون. والأصل ... ".
٨ المنصف ٢: ٢٧٤-٢٧٥.
٩ م: فاجتمع.
١٠ م: مع الضمير.
١١ ف: الواو.
١٢ م: "بالإدغام".وفي حاشية ف بخط أبي حيان أن ابن مالك علَّق على هذه المسألة بقوله: "بل يجوز قلبُ الأخيرة أوَّلًا ياء أو الأُولى، على ما تَقَدَّمَ من كلام الشيوخ. وقد بيَّناه قبل".

<<  <   >  >>