للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[مسائل التمرين]

[ما قيس من الصحيح على صحيح مثله وما قيس من المعتل على نظيره من الصحيح]

...

بَاب: مَا قِيسَ مِنَ الصَّحيح عَلىَ صَحيح مِثْله وَمَا قِيسَ مِنَ المُعتَلِّ عَلىَ نظيرهِ مِنَ الصَّحيح

هذا الباب نُبيِّن١ فيه كيفيَّة بنائك من الكلمة مثلَ نظائرها٢. فإذا قيل لك: ابنِ من كذا مثلَ كذا، فإنَّما معناه: فُكَّ صيغةَ هذه٣ الكلمة، وصُغ٤ من حروفها الأمثلة التي قد سئلت أن تبني مثلها, بأن تضعَ الأصلَ في مقابلة الأصل، والزائدَ في مقابلة الزائد إن كان في الكلمة التي تَبني٥ مثلَها زوائدُ، والمتحرِّكَ في مقابلة المتحرِّك، والساكنَ في مقابلة الساكن، وتجعلَ حركاتِ المبنيِّ على حَسَب حركات المبنيّ مثلُه الذي صيغ عليه، مِن ضمٍّ أو فتح أو كسر، على ما يُبيَّن بعدُ٦، إن شاء الله تعالى.

وللنحويِّين في هذا الباب ثلاثة مذاهب: منهم من ذهب إلى أنه لا يجوز شيء من٧ ذلك، وأنَّ ما يصنع٨ من ذلك فإنَّما القصد به أن يُبيَّن أنه لو كان من كلام العرب، كيف كان يكون حكمه. ومنهم من ذهب إلى أنَّ ذلك جائز٩ على كلِّ حال. ومنهم من فصَّل فقال: إن كانت العرب١٠ قد فعلتْ مثل ما فعلتَه من البناء، وكثُرَ ذلك في كلامها واطَّردَ، جاز لك ذلك. وإِلَّا لم يجز.

فالذي مَنع من ذلك جملةً حجَّتُه أنَّ في ذلك ارتجالًا١١ للُّغة؛ ألا ترى أنه، إذا بَنى من


١ ف: "يتبين". وانظر شرح الشافية ٣: ٢٩٤.
٢ م: على مثل نظيرها.
٣ م: فله صيغة منها.
٤ في النسختين: "وضع". والتصويب من المبدع.
٥ سقط "التي تبني" من م.
٦ سقط من م.
٧ م: لا يجوز بشيء نص.
٨ م: ما يضع.
٩ م: جاز.
١٠ سقط من م.
١١ م: "ارتجال". وفي حاشية ف أن في إحدى النسخ: انتحالًا.

<<  <   >  >>