للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الحذف على غير قياس] :

والحذف على غير قياس يكون في: الهمزة، والألف، والواو، والياء، والهاء، والنون، والباء، والحاء، والخاء، والفاء، والطاء.

حذف الهمزة:

حُذفت الهمزة من قولنا: الله. أصله في أحد قولي سيبويه إِلهٌ، فحذفت الهمزة لكثرة الاستعمال، وصارت الألف واللام عوضًا منها.

وحذفت من أُناس فقالوا: ناسٌ١.

وحُذفت من "خُذْ" و"كُلْ" و"مُرْ". والأصل "اؤْخُذْ، اؤْكُلْ، اؤْمُرْ"؛ لأنها من الأخْذ والأكْل والأمْر. فلمَّا حُذفت الهمزة استُغني عن همزة الوصل، لزوال الهمزة الساكنة.

وحُذفت من "سَلْ"٢. والأصل "اسأل"؛ لأنه من السؤال.


١ علق عليه أبو حيان في حاشية ف بما يلي: "ذكر أبو جعفر الطوسي في تفسيره [التبيان ١: ٦٧] عن بعضهم أن الناس لغة غير أناس، وأنه سمع العرب تصغره: نُويس. ولو كان أصله أناسًا لقيل في التصغير: أُنَيس، فردّ إلى أصله. واشتقاق الناس من النوس وهي الحركة: ناسَ يَنُوسُ نَوسًا إذا تحرَّك. والنوس: تذبذب الشيء في الهواء. ومنه: نَوس القرط في الأذن لكثر حركته ... مما حذف منه الهمزة".
٢ علق عليه أبو حيان في حاشية ف بقوله:"لا يتعيَّن أن يكون المحذوف في "سل" همزة؛ لأنَّ سيبويه حكى في كتابه في باب التصغير -في باب ما ذهبت عينه ٢: ١٢٢- ما نصه: ومن ذلك [أيضًا] : سل؛ لأنه من سألت. فإن حقَّرته قلت: سُؤيل ومن لم يهمز قال: سُوَيل؛ لأنَّ من لم يهمز يجعلها من الواو بمنزلة خاف يخاف. أخبرني يونس أن الذي لا يهمز يقول: سِلْتُه فأنا أسالُ، وهو مَسُول إذا أراد المفعول. انتهى كلام سيبويه. وقد حكى سيبويه في القلب [٢: ١٣٠] أنَّ ألف "سالَ" مبدلة من همزة، وأنشد:
سالَتْ هُذَيلٌ رَسولَ اللهِ فاحِشةً
وإنَّما ذلك ... ويلحظ من كلام سيبويه أن عين سلْ تحتمل وجهين: أحدهما أن تكون همزة، والثاني أن تكون واوًا. فكان ينبغي لابن عصفور ألَّا يحتّم ... ".

<<  <   >  >>