للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[باب إبدال الهمزة من الهاء]

أُبدلت الهمزة من الهاء١ في ماء. وأصله "مَوَهٌ"، فقلبت الواو ألفًا والهاء همزة. والدليل على ذلك قولهم في الجمع: أَمواهٌ. وقد أُبدلت الهاء أيضًا٢ همزة في جمع ماء٣، فقالوا: أَمواءٌ. قال٤:

وبَلدةٍ, قالِصَةٍ أَمواؤُها ... تَستَنُّ, في رأْدِ الضُّحَى, أَفياؤُها

وإنَّما جُعلت الهاء هي الأصل؛ لأنَّ أكثر تصريفِ الكلمة عليها. قالوا: أَمواهٌ ومِياهٌ، وماهَتِ٥ الرَّكِيَّةُ. إلى غير ذلك من تصاريفها.

وأُبدلتْ أيضًا منها في آل. أصله أَهْل، فأبدلت الهاء همزة فقِيل "أَأْل"، ثمَّ أُبدلت الهمزة ألفًا فقيل: آلٌ.

فإن قيل: فهلَّا جعلتَ الألف بدلًا من الهاء أوَّلًا. فالجواب أنه لم يَثبت إبدال الألف من الهاء في غير هذا الموضع، فيُحملَ هذا عليه. وقد ثَبَتَ إبدال الهمزة من الهاء في ماء، فلذلك حُمل آلٌ على أنَّ الأصل فيه أهل، ثمَّ "أأْل" فأبدلت الهاء همزة.

فإن قيل: وما الذي يدلُّ على أنَّ الأصل أهل، وهلَّا جعلتَ الألف منقلبة عن واو. فالجواب أنَّ الذي يدلُّ على ذلك قولُهم في التصغير: أُهَيلٌ. ولو كانت الألف منقلبة عن واو لقيل في تصغيره٦ "أُوَيلٌ". وممَّا يؤيِّد٧ أنَّ الأصل أَهلٌ أنهم إذا أضافوا إلى المضمر قالوا: أَهلُكَ وأَهلُهُ.


١ انظر المنصف ٢: ١٤٩-١٥٢ وسر الصناعة ١: ١١٣-١٢٠.
٢ م: وأبدلت أيضًا الهاء.
٣ ف: الماء.
٤ سر الصناعة ١: ١١٣ والمنصف ٢: ١٥١ ورصف المباني ص٨٤ والمخصص ١٥: ١٠٦ واللسان والتاج "موه" وشرح الشافية ٣: ٢٠٨ وشرح شواهده ٤٣٧-٤٤٠. والقالصة: المفقودة. وتستنَّ: تجري في السنن. وهو وجوه الطريق. ورأد الضحى: ارتفاع النهار. والأفياء: جمع فيء. يريد: ليس فيها ماء ولا ظل.
٥ ماهت: ظهر ماؤها وكثر.
٦ م: التصغير.
٧ م: ومما يؤكد.

<<  <   >  >>