للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنَّ المضمر يردُّ الأشياء ١ إلى أصولها. ولا يقال: آلُكَ وآلُه، إِلَّا قليلًا جدًّا، نحو قوله٢:

وانصُرْ, عَلى دِينِ الصَّلِيـ ... ـبِ, وعابِدِيهِ, اليَومَ, آلَكْ

وقول الآخر ٣:

أنا الرَّجُلُ الحامِي حَقِيقةَ والِدِي ... وآلِي، كَما تَحمِي حَقِيقةَ آلِكا

ونحو قول الكِنانِيِّ: رَجلٌ من آلِكَ وليس منك.

وممّا ٤ يدلُّ، على أنَّ الألف في آل بدل من الهمزة المبدلة من الهاء، أنَّ العرب تجعل اللفظ فيه بدل من بدل مختصًّا بشيء بعينه؛ ألا ترى أنَّ تاء القَسَم لمّا كانت بدلًا من الواو المبدلة من باء القسم لم تدخل إِلَّا على اسم "الله" –تعالى- ولم تدخل على غيره من الأسماء الظاهرة، ولا دخلت أيضًا على مضمر؟

وكذلك: أَسنَتَ الرَّجلُ. لمّا كانت التاء فيه بدلًا من الياء المبدلة من الواو؛ لأنَّ "أسنَتَ" من الفظ السَّنة، ولام سنة واو٥ بدليل قولهم في جمعها: سنوات، جعلوها مختصَّة بالدخول في السنة الجدبة، وقد كان "أسنَى" قبل ذلك عامَّة، فيقال: أسنَى الرَّجلُ، إذا دخل في السنة، جدبة أو غير جدبة.

فكذلك آل. لمّا لم يُضف إِلَّا إلى الشريف، فيقال: آل اللهِ وآلُ السلطانِ، بخلاف "الأهل" الذي يُضاف إلى الشريف وغيره، دلَّ ذلك [على] أنَّ الألف فيه بدل من الهمزة المبدلة من الهاء، كما تَقَدَّمَ. وإنَّما خصَّت العرب ما فيه بدل من بدل بشيء؛ لأنه فرعُ فرعٍ، والفروع لا يُتصرَّف فيها تصرُّف الأصل، فكيف فرعُ الفرع؟

وأُبدلت أيضًا من الهاء في "هَلْ"، فقالوا: أَلْ فَعلتَ كذا؟ [يريدون: هل فعلتَ كذا] ؟ ٦ حكى ذلك قُُطربٌ٧ عن أبي عُبيدة. والأصل "هل" لأنه الأكثر.


١ م: الأسماء.
٢ عبد المطلب جد النبي, صلى الله عليه وسلم. الأشباه والنظائر ٢: ٢٠٧ وشرح التسهيل ٣: ٣٤٤ وهمع الهوامع ٢: ٥٠ والدرر اللوامع ٣: ٦٢ والتاج "أهل". وهو من أبيات قالها يوم غزا الأحباش مكة. السيرة ١: ٥١ والكامل ١: ١٥٩.
٣ خفاف بن ندبة. ديوانه ص٦٤ وشرح التسهيل ٣: ٢٤٤ والمساعد ٢: ٣٤٧ وشرح الكافية الشافية ص٩٥٤ والخزانة ٢: ٤٧١. م: آلك.
٤ سقط من م حتى قوله "فكيف فرع الفرع ".
٥ وقيل: إنها تاء.
٦ من م.
٧ محمد بن المستنير النحوي، أخذ عن سيبويه وكان عالِمًا ثقة، توفي سنة ٢٠٦. إنباه الرواة ٣: ٢١٩.

<<  <   >  >>