للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[باب السين]

وأمَّا السين فتُزاد١ في "استَفْعَلَ" وما تَصَرَّف منه٢، من مضارع واسم فاعل واسم٣ مفعول ومصدر. وتزاد٤ أيضًا في الوقف؛ لتبيين كسرة الكاف من المؤنَّث، في لغة بعض العرب، نحو: مَرَرْتُ بِكِسْ، وأَكرَمْتُكِس٥. وزيادتها في هذين المكانين بيِّنةٌ، لا يُحتاج إلى إِقامة دليل عليها. أمَّا في الوقف فلكونها لم تجعل كالجزء ممّا دخلت عليه، فبانت لذلك زيادتها. وأمَّا في "استَفعَلَ" فلكونه أبدًا مبنيًّا من فعل ثلاثيّ، فبانت لذلك زيادتها [٢٠ب] ، لوضوح ردّها إِلى الثلاثيّ غير المزيد.

وأمَّا٦ "استَخَذَ فلانٌ" من قول العرب: استَخَذَ فلأنَّ أرضًا، ففي ذلك قولان:

أَحدهما: أنه يجوز أن يكون في الأصل "اتَّخَذَ" وزنه "افتَعَلَ" من قوله تعالى٧: "لَتَخِذْتَ٨ عَلَيهِ أَجرًا"، ثمّ أَبدلوا السين من التاء الأولى التي هي فاء [الكلمة] ٩، كما أَبدلوا التاء من السين في سِتّ؛ لأنَّ أصلها "سِدْسُ" بدليل قولهم: أسداس. فلمّا أبدلوا التاء من السين، فقالوا "سِدْتٌ"، أدغموا الدال في التاء. وإِنَّما جاز ذلك؛ لأنَّ السين والتاء مهموسان، فجاز إِبدال كلّ واحد منهما من الآخر، بسبب ذلك.


١ في حاشية ف بخط أبي حيان عن ابن القطاع مواضع زيادة السين، وهي في الارتشاف ١: ١٠٦.
٢ انظر سر الصناعة ١: ٢٠٩-٢١٤. وفي حاشية ف بخط أبي حيان أن تعبير ابن عصفور غير جيد؛ لأنَّ المصدر هو الذي تصرفت منه الأفعال والمشتقات.
٣ ف: أو اسم فاعل أو اسم.
٤ سقطت الواو من م.
٥ في حاشية ف بخط أبي حيان: "وبعضهم يزيد الشين. وهو شاذ". وفي الارتشاف أن ذكر هذا في الزيادة غير جيد لأنه لم يدخل بنية الكلمة.
٦ م: فأما.
٧ الآية ٧٨ من سورة الكهف.
٨ قراءة أبي عمرو وابن كثير. انظر التبيان ٧: ٧٦. م: لتّخذت.
٩ من م. وفي سر الصناعة: فاء افتعل.

<<  <   >  >>