للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[ذكر القسم الأول من التصريف]

باب: تبيين الحروف الزوائد والأدلة التي يتوصل بها إلى معرفة زيادتها من أصالتها

وإنما بدأنا بهذا القسم؛ لأن يبنى عليه معرفة التصغير والتكسير اللذين جرت عادة النحويين بذكرهما، قبل الخوض في علم التصريف، ومعرفة كثير من الأسماء التي لا تنصرف أيضًا، نحو الأسماء التي امتنع صرفها؛ لكونها على وزن الفعل الغالب أو المختص، أو لزيادة الألف والنون في آخرها؛ إذ لا يوصل إلى معرفة الزيادة والوزن إلا من علم التصريف.

أما الأدلة التي يعرف بها الزائد من الأصلي فهي١: الاشتقاق،٢ والتصريف، والكثرة، واللزوم، ولزوم حرف الزيادة البناء وكون الزيادة لمعنى، والنظير، والخروج عن النظير، والدخول في أوسع البابين عند لزوم الخروج عن النظير.

أما الاشتقاق منها فينقسم إلى قسمين: اشتقاق أصغر، واشتقاق أكبر.

أما الاشتقاق الأكبر هو عقد تقاليب الكلمة كلها على المعنى واحد، نحو ما ذهب إليه [أبو الفتح] ٣ بن جني من عقد تقاليب

"القَول"٤ الستة على منى الخِفَّة٥. ولم يقل به أحد من النحويين إلا أبا الفتح. وحكى هو عن أبي علي٦ أنه كان يأنس به في بعض الأماكن٧. والصحيح أن هذا النحو من الاشتقاق غير مأخوذ به؛ لعدم اطراده، ولما يلحق فيه من التكلف لمن٨ رامه.


١ م: "هي". وانظر شرح الشافية ٢: ٣٣٣، ٣٦٣.
٢ علق عليه أبو حيان في حاشية ف، بذكر مذاهب العلماء في الاشتقاق، ملخصة من كتاب "اشتقاق أسماء الله الحسنى"، لأبي القاسم الزجاجي. وانظر ص٢٦٢، ٢٦٣ من ابن عصفور والتصريف.
٣ من م. وهو عثمان بن جني الموصلي النحوي اللغوي، صحب الفارسي أربعين سنة، وتوفي سنة ٣٩٢. معجم الأدباء ١٢: ٨٣.
٤ م: قول.
٥ في حاشية ف أن ذلك هو الخفة والسرعة. وانظر ١: ٥، ١٣.
٦ وهو أبو علي الفارسي الحسن بن أحمد النحوي. توفي سنة ٣٧٧. تاريخ بغداد ٧: ٢٧٦. وهو شيخ ابن جني.
٧ الخصائص ١: ١١، ١٢.
٨ كذا، بزيادة لام التقوية قبل المفعول به.

<<  <   >  >>