للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحكى١ عليُّ بن سليمان، عن أبي العباس المبرّد، أنه كان يقول: العَثْوَلُ٢: الطويل اللحية. وهو مأخوذ من قولهم: ضِبْعانٌ أَعثَى، وضَبُعٌ [عَثواءٌ] ، إِذ كانا كثيرَيِ [الشَّعر] وكذلك يقال للرجل والمرأة. فاللّام من عَثْوَلٍ زائدة [كما] أَنها في فحجل كذلك.

فأمَّا فَيشَلةٌ٣ وهَيقَلٌ٤ وطَيسَلٌ٥ فيمكن أن تجعل اللّام فيها٦ زائدةً؛ لأنه يقال "فَيْشةٌ" في معنى فَيشَلة، و"هَيقٌ" في معنى هَيقَل٧، و"طَيسٌ" في معنى طَيسَل. ويمكن أيضًا أن تجعل اللّام أصليَّةً والياء زائدة؛ لأنَّ زيادة الياء أوسعُ من زيادة اللّام، فتكون هذه الألفاظ متقاربة وأُصولُها مختلفة، نحو: ضَيَّاط٨ وضَيطار٩، وسَبِط وسِبَطْر؛ ألا ترى أنَّ الراء لا تزاد، وأنَّ ضَيَّاطًا وضَيطارًا، وسَبِطًا١٠ وسِبَطْرًا، متقاربةٌ وأصولُها مختلفة؟

ولا يُحمل زيدل إِلَّا على زيادة اللّام؛ لأنَّ استعمال زيد أكثر من استعمال زيدل. فدلَّ ذلك على أنَّ زيدًا هو الأصل، وأن اللّام زائدة.

وكذلك فَحْجَلٌ وعَبْدَلٌ اللّام فيهما زائدة، ولا يجعلأنَّ من ذوات الأربعة، ويجعلُ عبد وأفحج من ذوات الثلاثة، فيكونَ من باب: ضَيَّاط وضَيطار؛ لأنَّ عبدًا وأفحج هما الأصلان، لكثرة استعمالهما وقلّة عبدل وفحجل.

فأمَّا فَيشةٌ وفَيْشلةٌ وهَيقٌ وهَيقَلٌ وطَيسٌ وطَيسَلٌ، فكلّ واحد من هذه الألفاظ قد كَثُرَ استعماله. فلذلك ساغ تقديرُ كلّ واحد منهما أصلًا بنفسه.

وزعم محمّد بن حَبيب أنَّ اللّام من عَنْسَلٍ١١ زائدة؛ لأنه في معنى عَنْس. والصحيح ما


١ سقط من النسختين حتى قوله "في فحجل كذلك". وألحقه أبو حيان بحاشية ف. وهو بخلاف يسير في التاج "عثل". وعنه أثبتنا الكلمات المخرومة. وعلي بن سليمان هو أبو الحسن الأخفش الأصغر، أخذ عن ثعلب والمبرد وتوفي سنة ٣١٥. بغية الوعاة ٢: ١٦٧.
٢ انظر الكامل ص٤٦٩.
٣ الفيشلة: رأس الذكر.
٤ الهيقل: الظليم. وفي حاشية ف بخط أبي حيان عن كتاب الجماهير لقطرب أن أبا عبيدة خالف الخليل وزعم أن اللام زائدة، والصواب أن الياء هي الزائدة.
٥ الطيسل: الكثير من كل شيء.
٦ م: فيهما.
٧ م: يقال فيشه وهيق في معنى هيقل وفيشلة.
٨ الضياط: الرجل الغليظ.
٩ الضيطار: الرجل الغليظ الضخم اللئيم.
١٠ سقط من م.
١١ العنسل: الناقة السريعة. ومحمد بن حبيب لغوي نحوي إخباري. توفي سنة ٢٤٥. بغية الوعاة ١: ٧٣.

<<  <   >  >>