للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتَشَيَّطَ فليس في قوَّة تَدَهقَنَ وتَشَيطَنَ١؛ لأنَّ أبا عليٍّ٢ قد دفعهما من طريق الرواية٣.

فإذا جاءت النون بعد ألف زائدة، فيما لا تَعرف له اشتقاقًا٤، بالشرطين المذكورين، فاقضِ بالزيادة حَملًا على الأكثر. وكذلك تَفعل إذا احتَملَتِ الكلمةُ اشتقاقين، تكون٥ في أحدهما أصليَّة، وفي الآخر زائدة. فينبغي٦ أن تحمله على الذي تكون فيه زائدة، حملًا على الأكثر، نحو: "دُكَّان"٧. فإنه يحتمل أن يكون مشتقًّا من: دَكَنتُه أَدكُنُه دَكْنًا، إذا نَضَدتَ بعضَه فوق بعض، فتكون نونه أصليَّة. ويحتمل ٨ أن يكون مشتقَّا٩ من قولهم: أَكمةٌ دَكَّاءُ، إذا كانت مُنبسطة، وناقةٌ دَكَّاءُ إذا كان سنامها مفترِشًا في ظهرها، فتكون نونه زائدة. لكنَّ الذي ينبغي أن يُحمل عليه هذا الاشتقاقُ الآخر، لما ذكرناه من الحمل على الأكثر.

وأمَّا النون إذا وقعت ثالثة ساكنة، غير مُدغَمة١٠، في كلمة على خمسة أحرف، نحو: جَحَنفَل وعَبَنقَس١١، وأمثال ذلك، فإنه ينبغي أن تَقضي عليها١٢ بالزيادة، وإن لم تعرف١٣ للكلمة اشتقاقًا ولا تصريفًا؛ لأنَّ كلَّ ما عُرف١٤ له اشتقاقٌ أو تصريف من ذلك وُجدت النون فيه زائدة، فيُحملُ١٥ ما لم يُعرف اشتقاقه على ما عُرف اشتقاقه.

فما عُرف اشتقاقه فوُجدت النون فيه زائدة: جَحَنفَل وجَرَنفَش١٦؛ لأنَّ الجحنفل: الكثير، والجحفل: الجيش الكثير. فهما بمعنى واحد. والجحنفل أيضًا: العظيم الجحفلة١٧. فهو


١ ف: تشيطن وتدهقن.
٢ ف: أباكا.
٣ انظر المنصف ١: ١٣٥.
٤ م: لا يعرف له اشتقاق.
٥ م: يكون.
٦ م: ينبغي.
٧ انظر المنصف ١: ١٣٥.
٨ م: ومحتمل.
٩ وهذا قول الأخفش، رواه عنه الأشنانداني. المنصف ١: ١٣٥.
١٠ أراد بالمدغمة نحو: عجنّس. فالنون المدغمة مكررة من أصل. انظر ص١٧٥ و١٧٦. وسقط "غير مدغمة" من م.
١١ العبنقس: السيئ الخلق.
١٢ م: عليهما.
١٣ م: وإن يعرف.
١٤ م: ما علم.
١٥ م: فحمل.
١٦ الجرنفش: الرجل الضخم، وهو في م بالسين، وفي ف بالسين والشين معًا.
١٧ الجحفلة: مشفر البعير. وفي حاشية ف عن الزبيدي أن الجحنفل هو العظيم الشفة. انظر ص٣٥ من الاستدراك على سيبويه.

<<  <   >  >>