للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

باب: ضَوضَيتُ، كان الذي يؤدِّي إلى الأصالة١ أولى.

وأيضًا فإنَّ الياء قد تكون أصلًا في مضاعف بنات الأربعة، ولا تلحق بناتِ الأربعة فصاعدًا الزيادةُ من أوَّلها، في موضع من المواضع. وأيضًا فجعلها أصلًا يؤدِّي إلى بناء موجود –وهو "فَعْلَلُول"٢ نحو: عَضرَفُوط٣- وجعلها زائدة يؤدِّي إلى بناء غير موجود. وهو "يَفْعَلُول".

وزعم أبو الحسن أيضًا أنَّ الياء في شِيراز٤ أصل، وهي بدلٌ من واوٍ، بدليل قولهم في الجمع: شَوارِيز.

فإن قيل: وما الذي حمله على جعلها أصليَّةً؟ فالجواب أنَّ الذي حمله على ذلك أنه إن جعل الواو، التي الياءُ٥ بدلٌ منها، أصلًا أدَّى ذلك على بناء موجود. وهو "فِعْلال" نحو: سِرداحٍ٦. وإن جعلها زائدة أدَّى ذلك إلى بناء غير موجود. وهو "فِوْعال". فحملَها على ما يؤدِّي إلى بناء موجود.

فإن قيل: وفي جعلها أصليَّة خروج أيضًا عن المعهود فيها. فالجواب أنه لمَّا كان الوجهان كلاهما يُفضيان إلى الخروج عن المعهود كان ما يُفضي إلى الأصالة أولى؛ لأنه مهما قُدِر على أن يُجعل الحرف أصلًا لم يُجعل زائدًا. وأيضًا فإنه لم يثبتْ٧ زيادة الواو في أوَّل أحوالها ساكنة بعد كسرة. فلذلك كان الأولى عنده أن تكون أصليَّة.


١ م: الأصل.
٢ م: فعلول.
٣ العضرفوط: ذكر العظاء. م: عرفوط.
٤ الشيراز: اللبن الرائب المستخرج ماؤه.
٥ ف: إن جعل الياء التي الواو.
٦ السرداح: الناقة الكريمة.
٧ م: لم تثبت.

<<  <   >  >>