للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقُلتُ لِصاحِبِي: لا تَحبِسَنَّا ... بِنَزعِ أُصولِهِ, واجدَزَّ شِيحا

يريد "واجتزَّ". ولا يُقاس ذلك، فلا يقال في "اجتَرأ": اجدَرأ،١ ولا في "اجترَحَ": اجدَرَحَ.

وأُبدلت أيضًا من تاء "افتَعَلَ"، إذا كانت الفاء ذالًا، من غير إدغام. فقالوا: اذْدَكَرَ ومُذْدَكِرٌ٢. حكى ذلك أبو عمرو. وقال أبو حِكاك٣:

تُنحِي علَى الشَّوكِ جُرازًا مِقضَبا ... والهَرْمَ تُذْرِيهِ, اذدِراءً عَجَبا

يريد: "اذتراءً"، وهو "افتِعال" من: ذراه يَذريه. فأمَّا "ادَّكَرَ" فالدال فيه مبدلة من الذال لأنه إبدالُ إدغامٍ٤، فلا يُذكرُ٥ هنا.

وأُبدلتْ من التاء في غير "افتَعَلَ" بغير اطِّراد في تَولَجٍ٦، فقالوا: دَولَجٌ، فأبدلوا الدال من التاء المبدلة من الواو؛ لأنَّ الأصل "وَوْلَج"؛ لأنه من الوُلُوج. ولا تُجعلُ الدال بدلًا من الواو؛ لأنه قد ثَبَتَ إبدال الدال من التاء في "افتَعَلَ"، كما تَقَدَّمَ، ولم يثبت إبدالها من الواو في موضع من المواضع.

فهذا جميع ما أُبدلت فيه الدال من التاء.

وأُبدلتْ من الذال في ذِكَرٍ جمع ذِكْرةٍ، فقالوا: دِكَرٌ.٧ قال ابن مقبل٨:

يا لَيتَ لِي سَلوةً, تُشفَي النُّفُوسُ بِها ... مِن بَعضِ ما يَعتَرِي قَلبِي, مِنَ الدِّكَرِ

بالدال٩. كذا رواه أبو عليٍّ. وكأنَّ الذي سَهَّلَ ذلك قلبهم لها في "ادَّكَرَ" و"مُدَّكِر"، فأُلِفَ فيها القلب١٠ فَقَلبها دالًا، وإن كان مُوجِبُ القلب قد زال. وهو الإدغام١١.


١ م: أجدر.
٢ سقط من م.
٣ سر الصناعة ١: ٢٠٢ والمقرب ٢: ١٦٦ وشرح المفصل ١٠: ٤٩ و١٥٠ والمفصل ٢: ٢٩٩ وشرح التفتازاني ص١٦ واللسان والتاج "ذكر". ف: "ينحي". وفي النسختين "عن الشول حوارًا". والتصويب من سر الصناعة واللسان والتاج وشرح المفصل. وتنحي: توجه وتلقي. وأراد بالجراز أسنانها. والهرم: ضرب من نبات الحمض. وتذريه: تطيره.
٤ في النسختين: "فأمَّا ادَّكر فإبدال إدغام". وقد صوبه أبو حيان في حاشية ف كما أثبتنا.
٥ م: فلا يتكلم فيه.
٦ التولج: كناس الوحش.
٧ م: ذكر.
٨ ديوانه ص٨١ وسر الصناعة ١: ٣٠٢ والخصائص ١: ٣٥١ والمنصف ٣: ١٤٠. ويعتري: يصيب.
٩ م: بالذال.
١٠ سقط من م.
١١ في حاشية ف بخط أبي حيان: بلغت المقابلة.

<<  <   >  >>