للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لمَّا وجب في حرف العِلَّة أن يكون على حسب ما قبله إذا انكسر أو انضمَّ، فتقول: ايتَبَسَ ومُوتَبِسٌ، حملوا الفتح على الكسر والضمِّ، فجعلوا حرف العِلَّة إذا كان ما قبله مفتوحًا ألفًا. فيكون موافقًا للحركة التي تقدَّمته، كما كان ذلك في حين انكسار ما قبله وانضمامه. ولهذه العِلَّة بنفسها قُلبت الواو ألفًا في مثل "ياتَعِدُ" من الوعد. أعني أنه حُملَ الفتح على الكسر والضمِّ في مثل: ايتَعَدَ ومُوتَعِد.

وأُبدلت من الياء١ على غير اطِّراد، في قولهم: ثِنتانِ. ويَدلُّ على أنها من الياء أنها من "ثَنَيتُ"؛ لأنَّ الاثنين قد ثُنِيَ أحدهما إلى صاحبه. وأصله "ثَنَيٌ". يدلُّ على ذلك جمعُهم إيَّاه على أثناء بمنزلة أبناء وآخاء. فنقلوه من "فَعَلٍ" إلى "فِعْلٍ"، كما فعلوا ذلك٢ في بِنْتٍ.

وأَبدلوا من الياء في: كَيْتَ وكَيْتَ وذَيْتَ وذَيْتَ، وأصلهما: كَيَّة وكَيَّة وذَيَّة وذَيَّة. ثمَّ إنَّهم حذفوا التاء٣ وأبدلوا من الياء التي هي لامٌ تاءً.

وأُبدلت من السين على غير اطِّراد في سِتٍّ [في العدد] ٤. وأصله "سِدْسٌ"، بدليل قولهم في الجمع: أَسداس، وفي التصغير: سُدَيسَةٌ٥. وسيُذكر السبب في ذلك في الإدغام٦.

وقد أَبدلوها أيضًا من السين في الناس وأكياس. أنشد أحمد بن يحيى٧:

يا قاتَلَ اللهُ بَنِي السِّعلاةِ ... عَمرِو بنِ يَربُوعٍ شِرارِ النَّاتِ

غَيرِ أَعفَّاءَ ولا أَكياتِ

وإنَّما أُبدِلت من السين لموافقتها إيَّاها في الهمس٨، والزيادة وتجاور المخرج.

وأُبدِلت أيضًا منها في طَسٍّ فقالوا: طَسْتٌ. وإنَّما جُعلت التاء في طَسْت بدلًا [من السين] ٩.


١ م: الفاء.
٢ سقط من م.
٣ في م وسر الصناعة. الهاء.
٤ من م.
٥ إنما زيدت التاء في التصغير لأنَّ "ستّ" عدد لما هو مؤنث. ف: سديس.
٦ في الورقة ٦٧.
٧ لعلباء بن أرقم اليشكري. النوادر ص١٠٤ و١٤٧ والقلب والإبدال ص٤٢ وسر الصناعة ١: ١٧٢ والإنصاف ص١١٩ والإبدال ١: ١١٧ وشرح الشافية ٣: ٢٢١ وشرح شواهده ص٤٦٩-٤٧٢ والخصائص ٢: ٥٣ والأمالي ٢: ٧١ والسمط ص٧٠٣ والمفصل ٢: ٢٦١ وشرحه ١٠: ٣٦ والجمهرة ٣: ٣٣ والمخصص ٣: ٢٦ و١٣: ٢٨٣ واللسان "أنس" و"مرس" و"نوت" و"سعل". والسعلاة: أنثى الغيلان. وزعموا أن عمرو بن يربوع تزوج سعلاة.
٨ م: الهمز.
٩ من م.

<<  <   >  >>