للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الماضي، مع أنَّ الأكثر على أنَّ المضارع ... ١ فالأحرى أن يُحمل الماضي على المضارع في ثبات الواو.

ويجوز الإتمام٢ في "مَفعُول" من ذوات الياء، وهي لغة بني تميم. قال٣:

وكأنَّها تُفَّاحةٌ, مَطْيُوبةٌ

وقال علقمة٤:

[حَتَّى تَذكَّرَ بَيضاتٍ, وهَيَّجَهُ] ... يَومُ رَذاذٍ, علَيهِ الرِّيحُ, مَغْيُومُ.

والإِعلالُ أَفصحُ.

ولا يجوز الإتمام٥ في ذوات الواو إِلَّا فيما سُمع. والذي سُمع من ذلك٦: مِسكٌ مَدْوُوفٌ، قال الراجز٧.

والمِسكُ في عَنبَرِه المَدْوُوفُ

والأشهر: مَدُوف. وقالوا: رَجلٌ مَعْوُودٌ وفَرَسُ مَقْوُودٌ وثَوبٌ مَصْوُونٌ وقولٌ مَقْوُولٌ. وإنَّما لم يَجزِ الإتمامُ٨ في "مُفْعُول" من ذوات الواو، إِلَّا فيما شذَّ؛ لأنَّ الواو أثقل من الياء.

وخالفَ المبرّد٩ كافَّة النَّحويِّين١٠، فأجاز الإتمام١١ في ذوات الواو قياسًا على ما ورد.


١ كلمة مخرومة لم أتبينها.
٢ م: الإشمام.
٣ أنشده الأصمعي عن أبي عمرو بن العلاء. المقتضب ص٣ وشرح المفصل ١٠: ٨ وشرح الملوكي ص٣٥٣ والخصائص ١: ٢٦١ ومقتضب المبرد ١: ١٠١ والمنصف ١: ٢٨٦ وأمالي ابن الشجري ١: ٢١٠ والعيني ٤: ٥٧٤ والصحاح واللسان والتاج "طيب".
٤ من مفضلية له. ديوانه ص٥٦ والمفضلية ١٢٠ والمنصف ١: ٢٨٦ وأمالي ابن الشجري ١: ٢١٠.
٥ م: الإشمام.
٦ المقتضب ص٣ والمنصف ١: ٢٨٥- ٢٨٧ وأمالي ابن الشجري ١: ٢٠٩.
٧ المقتضب ص٣ والمنصف ١: ٢٨٥ والخصائص ١: ٢٦١ وشرح المفصل ١٠: ٨٠ وشرح الملوكي ص٣٥٥. واللسان والتاج "دوف". المدووف: المسحوق أو الممزوج أو المبلول. م: "المذروف" بالذال وكذلك فيما يلي.
٨ جعله سيبويه مكروهًا. انظر الكتاب ٢: ٣٦٣ والخصائص ١: ٩٨. م: الإشمام.
٩ كذا. والصواب أنه الكسائي. انظر شرح الشافية ٤: ١٤٩-١٥٠ والمقتضب ١: ٩٩-١٠٣. وقد نقل أبو حيان إلى حاشية ف من خط ابن عصفور ما يلي: هذا الذي ذكرته عن المبرد هو الذي حكاه أبو الفتح عنه. وأمَّا الذي ذهب إليه أبو العباس في تصريفه فخلاف هذا. وذلك أنه إنَّما أجاز رد مبيع إلى أصله في الضرورة، ولم يجعله قياسيًّا، وحكى عن النحويين أجمعين أنهم يجيزون إتمام مفعول من ذوات الواو في الضرورة. وأجاز ذلك هو عند الضرورة، واحتج أنه قد جاء في الكلام مثله، لكنه معتل لاعتلال الفعل، والذي جاء في الكلام ليس على فعل. فإذا اضطر الشاعر أجرى هذا على ذلك. فمما جاء منه: النَّوُور وقولهم: سُرتُ سُوُورًا. ثمَّ قال: وهذا أثقل من مفعول من الواو؛ لأنَّ فيه واوين وضمَّة، وإنَّما ثَمَّ واوان بينهما ضمَّة.
١٠ انظر المقتضب ص٣-٤ والمنصف ١: ٢٨٥.
١١ م: إلاشمام.

<<  <   >  >>